لا تنظيم ولا دولة إسلامية
لا تنظيم ولا دولة إسلاميةلا تنظيم ولا دولة إسلامية

لا تنظيم ولا دولة إسلامية

شوقي عبدالخالق

لوحظ بشدة في الآونة الأخيرة، حرص العديد من وسائل الإعلام العربية، في مقدمتها بالطبع قناة "الجزيرة" القطرية، في وصفها لتنظيم داعش الإرهابي، على تلقيبه بتنظيم الدولة الإسلامية، ويتم تداول الأخبار، خاصة بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها باريس مؤخراً، بأن تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن مسؤوليته عن الحادث، بتنفيذ مجموعة داخل باريس، فيما أسموه بـ"غزة باريس الناجحة" ليكون إعلان عربي إسلامي، بأن منفذي هذه العمليات الإجرامية وهؤلاء القتلة والإرهابيين، ممثلين للإسلام والدولة الإسلامية.

كل هذا يحدث على مرأى ومسمع مشيخة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، والذي لم يفكر أحد بهما أن يصدر بيانًا لكافة وسائل الإعلام، يناشدها فيه بعدم تسمية الجماعات المتطرفة والإرهابية، التي تنفذ عملياتها في كل أرجاء العالم، بتنظيم الدولة الإسلامية، وتسميته بما يصح قوله، سواء داعش أو الجماعات الإرهابية، وبصفة خاصة مشيخة الأزهر، باعتبارها الجهة المنوط بها الحفاظ على سمعة الإسلام في العالم كله، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول تعاليم الإسلام السمحة، التي دنسها هؤلاء القتلة بأفعالهم، ويدعمهم من الخلف إعلام مأجور يدعم مخطط تشويه الإسلام، وللأسف أنه يتم على أيدي مسلمين، تابعين لبعض وسائل الإعلام العربية.

يجب أن يدرك مجمع البحوث الإسلامية، بكل ما يضمه من علماء أجلاء، أن تأثير هذا المسمى في الغرب تحديدًا، يجعل بعض الحكومات تتعامل مع العقيدة الإسلامية على أنها داعية للعنف والتطرف، طالما أن وسائل الإعلام العربية والإسلامية تصفها بهذا، ما قد يؤثر على الإسلام والمسلمين في بعض البلدان، من خلال تضييق الخناق عليهم، وعلى ممارساتهم لشعائرهم الدينية، ظناً منهم أنهم بصدد مواجهة الفكر الإرهابي والتطرف في بلادهم.

فإذا كانت قناة "الجزيرة" تدعم هذا المخطط القذر على العرب والمسلمين والإسلام، فلابد من وقفة صارمة من مجمع البحوث الإسلامية ومشيخة الأزهر، للتصدي لفكرة هذه التسمية الخاطئة، التي تسيء لكل مسلم على وجه الأرض، ومنع تداول هذا المسمى إطلاقاً في كافة القنوات ووسائل الإعلام المختلفة بالوطن العربي، على أن يتم تسمية هؤلاء القتلة والمجرمين، بحقيقة ما ينتمون إليه من تنظيمات إرهابية ومتطرفة، إذا أراد من لهم حق الدفاع عن الإسلام الرد على هذه الإساءة المتعمدة، في حق إسلامنا وعقيدتنا.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com