عقلانيّة فرنسية مستجدّة
عقلانيّة فرنسية مستجدّةعقلانيّة فرنسية مستجدّة

عقلانيّة فرنسية مستجدّة

مارلين خليفة 

تحاول فرنسا إعادة ترميم علاقتها بالشرق الأوسط من خلال البواية اللبنانية وتمتين علاقاتها بدول المنطقة من خلال مغازلة الأقليات وهذا ما هدف إليه مؤتمر الأقليات الذي نظم في باريس منذ قرابة الشهرين. وبسبب موضوع اللاجئين السوريين وجد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نفسه مضطرا للقبول بتسوية في سوريا، فجمع مستشاريه وطلب منهم إيجاد مخرج وخصوصا وأنه اكتشف ولو متأخرا بأن السياسات المتصلبة التي اعتمدها وزير خارجيته لوران فابيوس لم تؤد إلا الى كوارث على فرنسا التي تبيّن بأنها تنعطف دوما الإنعطافة الأخيرة بعد أن يسبقها الجميع ومنها دول أوروبية كإسبانبا وإيطاليا والنمسا وألمانيا فتأتي دوما متأخرة وآخر مثلين الإتفاق النووي الإيراني والتشدد الفرنسي برفض بقاء الرئيس السوري في السلطة حتى في مرحلة إنتقالية في حين أن دولا مثل إسبانيا والسويد وألمانيا قبلت هذا الموضوع بغية البدء بإيجاد مخرج سياسي للأزمة وخصوصا معد الدخول الجوي الروسي على خطّ إنقاذ نظام الأسد.

وبعد الإخفاقات الفرنسية سوريا، يبقى لبنان بوابتها الى الشرق الأوسط، من هنا تتكثف زيارات المسؤولين الفرنسيين في الآونة الأخيرة من زيارة رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه الى وزير الداخلية برنار كازنوف فضلا عن زيارة موعودة للرئيس هولاند شخصيا كانت تأجلت الى حين لقائه مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني في الشهر المقبل.

وتحاول فرنسا الإنفتاح على جميع الأطراف والأطياف اللبنانية من خلال سفيرها الجديد إيمانويل بون الخبير بشؤون لبنان وسوريا والمنطقة، ما قد يسهم في إنجاح مسعاها في المساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية من جهة ويسهّل من جهة ثانية إعادة نسج علاقات مع سوريا من خلال عدة ملفات والتعاون منها ما يتعلق باللاجئين والإرهاب والإنفتاح على إيران.

لعلّها المحاولة الفرنسية الأكثر عقلانية في مقاربة ملفات المنطقة تبدأها دبلوماسيتها من لبنان وصولا الى سوريا وربّما ...إيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com