فائدة استراتيجيةفائدة استراتيجية

فائدة استراتيجية

أحمد مصطفى

من الطبيعي أن يقع ضحايا في الحرب، أي حرب، فما بالك بحرب مع عصابات متمردة وفلول جيش ولاءاته شخصية غير وطنية كما هو الحال في اليمن.

وإذا كان من نفع لأي ضارة، فقد كانت تضحيات شباب الإمارات لا تقدر أثرا ولا تعد أو تحصى تبعاتها ـ من كتابة الشهادة عند العلي القدير، إلى ضرب المثل في الأثرة وفداء الوطن.

لكن هناك فائدة استراتيجية كبرى، قد لا تبدو للعيان الآن بشكل مباشر، لكنها بلا شك في ذهن من يقود ويخطط.

أولا، نذكر بمقولة كارل فون كلاوسفيتز الشهيرة في كتابه "عن الحرب" ومفادها أن الحرب استمرار للسياسة بطريقة او أخرى.

ولمن يرى أن مشاركة دول التحالف بقيادة السعودية في حملة إعادة الشرعية لليمن مجرد مشاركة في حرب في إحدى دول المنطقة نلفت النظر إلى أن مشاركة تلك الدول هي دفاع عن النفس بشكل أو بآخر ـ امتداد عسكري لتلك السياسة كما يصف كلاوسفيتز.

فخطر التمرد الحوثي، والنفوذ التخريبي الإيراني، لا يقتصر على بلد ـ إنما يتخذ من جماعات مرتبطة به منصة لإثارة القلاقل في المنطقة ودولها.

وهكذا فمشاركة الإمارات في عاصفة الحزم هي في النهاية دفاع عن الأمن القومي الإماراتي ـ ضمن الأمن القومي الخليجي طبعا.

إنما الفائدة الاستراتيجية الأهم، والأكبر، فهي أن الجيش الإماراتي وإن كان يتكبد تضحيات ضرورية الآن فإنه يبني تجربة تجعل منه حقا درعا أقوى في الدفاع عن البلاد وشعبها وردع أي طرف أو قوة تفكر في المس بأمنها.

فمهما كانت برامج التسليح والتدريب، فلا جدال في أن الخبرة الحقيقية التي تبني الجيوش القوية هي خوض الحرب عمليا.

ولعل الكل يتذكر ان الحرب بين العراق وإيران في عقد الثمانينات من القون الماضي هي التي جعلت من الجيش العراقي جيشا قويا وكذلك الإيراني.

وبما ان أغلب جيوش دول المنطقة لم تخض حروبا تصقل تجربتها وتشحذ قدراتها، فإن هذه التجربة تعد في غاية الأهمية الاستراتيجية خاصة على الصعيد الردع أكثر من الدفاع والهجوم.

هذا التضافر في الهدف الاستراتيجي ما بين حماية الأمن القومي للبلاد وصقل تجربة القوات المسلحة عمليا ـ ليس قتالا فحسب، بل على صعيد كافة نشاطات الحروب من تحليل معلومات وتخطيط ووضع استراتيجيات كلية وتفصيلية ـ يستحق التضحية الغالية التي يقدمها أبناء البلد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com