العرب والبلقنة .. هنتنجتون لم يمت
العرب والبلقنة .. هنتنجتون لم يمتالعرب والبلقنة .. هنتنجتون لم يمت

العرب والبلقنة .. هنتنجتون لم يمت

إميل أمين

ربما يكون العراق وما يعتريه نموذج على بلقنة العرب إن صح التعبير وهنا يعن لنا أن نتساءل هل داعش التي باتت اليوم المهدد الأول لوحدة العراق كانت لتغيب عن ناظري " صانعي الأمطار السوداء " في واشنطن أم أنهم أداة من ضمن ادوات سايكس بيكو الثانية ؟

ليس سرا القول إنه غداة إطلاق شرارة الحرب في سوريا انتقل العديد من الناشطين من ليبيا إلى سورية، وانضموا إلى نفر غير قليل من أفغانستان والبوسنة والشيشان وغيرها من البلدان .. من سلح داعش ومن مولها والاهم لماذا؟

حال العودة إلى صحيفة النيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 26 مارس 2013 نجد توثيقا لما جرى حيث قامت جهات بعينها بجلب أسلحة من كرواتيا خصيصا للداعشيين الذين تسللوا إلى سوريا من تركيا والأردن، عبر شبكة نظمتها الاستخبارات الأمريكية، وهكذا بدأت البلقنة الجديدة في الشرق الأوسط.

قبل بضعة أيام تحدث الجنرال "دافيد بترايوس" قائد قوات التحالف في العراق سابقا، وصاحب الإستراتيجية التي قضت على المواجهات الطائفية التي اندلعت هناك في 2006 بالقول: " إنه لا يجب أن تتدخل أمريكا في العراق عسكريا من جديد ولا ينبغي أن تضحي واشنطن قوة جوية لحماية الميليشيات الشيعية".

كلمات بترايوس تدفعنا للتساؤل هل كانت وكالة الاستخبارات المركزية CIA و وكالة الأمن القومية NSA وكافة شبكات الرصد الجوي، وعملاء واشنطن على الأرض، يغطون في نوم أهل الكهف، حينما تسلسل رجال داعش إلى العراق، وها هم يقتربون من بغداد؟ أم أن الأمر برمته كان مقصود؟

الجواب يعود بنا إلى سيناريوهين تلتقي فيهما المصالح، الأول هو إعادة الكرة لجهة نفس سيناريو التقسيم عبر البلقنة العراقية التي يمكن أن تلحقها السورية وهلما جرا.

والثاني مواجهة القطب القادم للعالمية وقطع الطريق عليه.

يحدثنا "مانيلو دينوتشي" الجغرافي والجيواستراتيجي الايطالي الشهير عن وجه خفي للذي يحصل في بلاد الرافدين، نفهم منه أن واشنطن لم ولن تهتم في صد هجوم داعش، لان هدفها الأبعد هو السيطرة على دولة عراقية مفككة بعد أن انقلبت عليها إدارة المالكي انطلاقا من خلفيات عقائدية لا تقبل الشراكة ولا ترتضي فلسفة المؤامات.

باختصار غير مخل نقول أن واشنطن التي تكبدت نحو 3 تريليون دولار وربما أكثر منذ غزو العراق ، تجد اليوم نفسها في منافسة مع الصين التي أصبحت أكثر حضورا في العراق .. بكين تشتري من العراق نحو نصف إنتاجه النفطي وبنماء متزايد ، وتنجز استثمارات كبيرة في الصناعة الاستخراجية.

من بكين إلى بغداد، وجد "وانغ يي" وزير الخارجية الصيني الطريق معبدا لتوقيع اتفاقيات ترمي لإمداد العراقيين بأسلحة صينية، ومن بغداد إلى بكين ذهب المالكي ليشارك في مؤتمر سبل التفاعل وبناء الثقة في آسيا ، والذي انعقد في شنغهاي وحضره الرئيس الإيراني حسن روحاني.

لن تقبل واشنطن أن تخرج صفر اليدين من العراق، ولهذا كان سيناريو البلقنة الأكثر فعالية لإشعال الحريق المذهبي بين السنة والشيعة، الأمر الذي يمكن لواشنطن من خلاله تقسيم العراق إلى ثلاث دول كردية وسينية وشيعية، وتحقيق السيناريو الذي مرره عبر مجلس الشيوخ في عام 2007 نائب الرئيس الحالي جو بايدن.

الصراع على العراق ومن حوله يعود بنا كذلك في جانب منه الى منظومة ذهنية تصادمية باتت تطل علينا من جديد .. صراع القوميات، وتناحر الهويات والحضارات، فأمريكا المسيحية – اليهودي، ها هي تقطع الطريق على التحالف الإسلامي – الكونفوشيوسي الذي يمكن أن ينشا ويرتقي عما قليل.

الخلاصة : هنتنجتون لم يمت.. انه يتكلم بعد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com