صديقي المكسيكي.. قلبي ينبض بأوجاعكم!
صديقي المكسيكي.. قلبي ينبض بأوجاعكم!صديقي المكسيكي.. قلبي ينبض بأوجاعكم!

صديقي المكسيكي.. قلبي ينبض بأوجاعكم!

أيها الصديق العزيز ..

لا أرتدى الأسود لكن قلبي متشح بالسواد ومزاجي العام يقترب من إعلان حالة الحداد ترحما على ضحايا بلدكم الحبيب من السياح المكسيكيين الذين قضوا نحبهم فى واحدة من أجمل بقاع الدنيا وهي "الصحراء البيضاء" بواحات مصر الغربية.

لا أريد أن أغرق في التفاصيل ولا البحث عن الطرف المخطيء في هذه الحادثة، ما أعرفه أن  أناسا من شعب جميل جاءوا إلى بلدنا التى يعشقونها وتبادلهم غراما بغرام، فإذا بقذائف صاروخية تكتب مشهد النهاية القاسي على قلب كل مصري مثلما هو قاس ومؤلم على قلب كل مكسيكي.

أيها الصديق الغالي “رمسيس” ..

اسمك فقط يجسد العلاقة بين شعبينا.. فـ”رمسيس” ملك الملوك وأيقونة المجد المتوج على عرش الانتصارات الحربية في التاريخ الفرعوني، اختاره والدك لكي يصبح اسما لك، فيما اختار لشقيقتك اسم "قادش"، لتصبح أنت القائد المنتصر وهى اسم أهم معاركك التي انتصرت فيها على أعداء الإنسانية، أليس أعداء مصر التى لا تعتدي ولا تتجاوز بحق أحد هم أنفسهم أعداء الإنسانية؟

كم كنت راقيا ونبيلا رغم الأحزان التى تعتصر قلبك، فسألتني:

ما رأيك يا صديقتي في مواطنينا الذين ذهب دمهم هدرا على أرضكم بنيران صديقة؟

وقبل أن أجيب عن سؤالك الذي وصلني عبر "الواتس آب" سارعت وبعثت لي - فيما دموعك أراها بعين الخيال - بصورة للكرة الأرضية وقد أظلمت تماما، وبصيص النور الوحيد الذي يظهر فيها مصدره مصر ونهر النيل ..!

التقيتك منذ أكثر من عقد من الزمن وما زالت كلمات والدك الحكيم وهو يحدثني عن قوة الإرادة وعن نجاح الإنسان رغم مصاعب الحياة التي لا تنتهي رنانة وخالدة في وجداني. وجاءت زيارتك وعائلتك بأكملها لي في مدريد ثم في القاهرة لتكون نواة لتوثيق علاقة تحوّلت إلى تواصل دائم بين عائلتين تفصل بينهما آلاف الأميال.

صديقي العزيز..

لقد استقبل رئيس جمهوريتنا وزيرة خارجيتكم وعبّر لها عن ألمه الشديد جرّاء ما حدث، بينما طالب رئيس جمهوريتكم بفتح تحقيق فوري "وقد حدث وأعلن الرئيس أنه يتابع النتائج بنفسه يوميا". وبعيدا عن المسؤولين والرسميات، تبقى حقيقة واحدة: علاقات الشعوب هى الباقية ومن رحم الألم تولد صفحة رائعة عنوانها التضامن والتآخي والمحبة ..

و لعل من البشائر السارة في هذا السياق عودة الوزير القوي هشام زعزوع لتولي حقيبة السياحة مرة أخرى في التشكيل الوزاري الجديد، فقد كان الرجل أحد المشتعلين حماسا وأفكارا خارج الصندوق، وبلغت قدرته على ضبط سيمفونية السياحة المصرية حدا مدهشا وكان خروجه من الحكومة - و لا يزال - يشكل علامة استفهام كبرى.

و كلّى ثقة أن هذا القطاع الحيوي لأرض الكنانة سوف يستعيد أمجاده ويتخلص من أخطاءه المجانية على يد الوزير العائد. ولا يخالجني الشك أنه في وجوده لم تكن لتقع كوارث من هذا النوع، و إن وقعت فعلى الأقل سوف نرى أداء مختلفا في سرعة احتواء الأزمة والحد من تداعياتها المؤسفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com