نفايات لبنان والحرب على الأمة
نفايات لبنان والحرب على الأمةنفايات لبنان والحرب على الأمة

نفايات لبنان والحرب على الأمة

فجأة قرر أهالي الناعمة  وقف العمل بالمطمر الشهير، وفجأة توقفت بواخر التدوير عن عملها بعد احتجاجات السلطات القبرصية، وفجأة امتلأت شوارع لبنان بحركات البيئة وانضم البلد إلى الربيع البرتقالي من بوابة النفايات، ويا له من انضمام.

ولم يكن ذلك بعيدا عن اغتيال الصورة السائدة عن لبنان (سويسرا الشرق) كما لم تكن لعبة البلطات، وقطع الأعناق في العراق وسوريا بعيدة عن الصورة السائدة عنهما (قليلا من رائحة العلمانية).

هكذا هو الحال من رائحة النفايات في سويسرا الشرق، إلى رائحة الدم وسكاكين الطوائف في البلدان التي قطعت شوطا  صغيرا خارج  الدين السياسي.

وحيث ظلت أعمدة وتيجان ومعابد وأبجديات شواهد على حضارة العرب، قبل الإسلام وبعده، كانت فؤوس داعش  والنصرة وأنصار الشريعة وبيت المقدس لها بالمرصاد، حجرا حجراً وأثراً أثراً، والفتوى  جاهزة (أصنام) تعبد من دون الله.

وفي كل ذلك كان التحطيب الأخطر غيره في الرقاب والأنصاب والأزلام، فالهوية والذاكرة وما تيسر من مدارس  وجامعات ومراكز ثقافية وجيوش ومصانع وبنى تحتية على علاتها وفسادها، هي بيت القصيد، وغاية الحطابين من كل فج عميق، يقتلون ويدمرون بكتاب حملوه بيمينهم وهو من سعير.

حرب شاملة مدمرة على الأمة وموجات من الهمجية، موجة إثر موجة في تسونامي أعدت  بليل على ضفاف الأطلسي  وفي  بيوت الأحبار.

الذرائع واحدة،  والمدن كثيرة والحرائق لا تبقي ولا تذر، وذلك الكفر بعينه، فلا يوقد النار ويعذب بها إلا سيدها وخالقها ، رب العالمين، ولكن هيهات لوجوه شاهت، وعيون زاغت، وأفئدة من حجر، وأجندة ظلت طي الكتمان من كعب الأحبار إلى إبن ميمون إلى البرنارين، ليفي ولويس.

هيهات هيهات، لحرب تجز فيها الرؤوس وتفلق الهامات باسم سيدتين من أمهات المسلمين  في ذمة التاريخ، فتذوق الأمة كلها ما ذاقه أبو عبد الله الصغير وراء البحار في غرناطة، وخسر بلادا، وبكى كما النساء عرشا ومجدا لم يحافظ عليهما كالرجال.

هذا هو الحال، بين أقدام شر لا تدري أن (أديم الأرض من هذه الأجساد) وبين خير أمة أخرجت للناس، لعل دبيب  الأرض يوخزها ويصعد في أوصالها قليلا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com