نبيلة عبيد.. الفساد والحب وأسامة الباز

نبيلة عبيد

تدور عجلة الحياة بأهلها.. ربما نفقد أناسًا وربما نكسب أناسًا آخرين، وفي حياتي تتسع مساحة الألم والذكريات المؤلمة، والسبب أنني فقدت أناسًا لهم رصيد كبير في قلبي، ولهم أيضا دور كبير في حياتي.. أذكر أنني كنت خارج مصر، وبالتحديد في الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءني تليفون من مصر يؤكد وفاة صديق عمري المخرج حسين كمال .. لا أبالغ أنني عند سماع الخبر أحسست أن أضواء الدنيا القريبة والبعيدة قد انطفأت، فقد رحل كاتم أسراري وملهمي.. أحسست باليتم بعد رحيله، فلم يكن إنسانًا عاديًا في زمن عابر، كان إنسانًا رائع الخصال وموهوبًا.. وشعرت بالحزن بعد رحيل العظيم أسامة الباز، صحيح أنني انفصلت عنه قبل وفاته بسنوات طويلة، لكن من المستحيل أن أنسى رجلًا شديد الإنسانية مثل الباز.. تعلمت منه أشياء كثيرة، منها التواضع والقراءة والعطاء للوطن، ولم يقف في طريقي رغم حساسية موقعة السياسي.. وتألمت أيضا عندما مات نور الشريف، الذي عملت معه في خمسة أفلام، وكان يحمل بين ضلوعه قلبًا يستوعب كل الناس.

أنا بطبعي شديدة التفاؤل وبالرغم من أحزاني أقفز عليها، وأحاول التعايش مع الواقع الجديد والمتغيرات من حولي، فأنا مؤمنة بأن في الحياة أشياء تستحق الكفاح من أجلها، وتغري أيضًا بالانتظار.. أعشق الفن وأرى أنه عالمي الذي أسبح من خلاله دون قيود أو حدود، وأكره الحديث في السياسة لأنها شوهت جمال العالم، وبسبب طمع بعض القادة تشردت نساء ومات أطفال على شاطئ البحر، ولم يتحرك ضمير العالم.. الحمد لله على استقرار مصر، الحمد لله على الاستقرار.. وقد سمعت أن احتفالات أكتوبر هذا العام سوف تقام في سيناء، وأرى أن الأمر يحتوي على رسالة محتواها أن سيناء أرض مصرية، ولا خوف من الإرهاب مهما كان حجمه ومهما بلغت أفعاله.