ما في الجعبة لسوريا؟
ما في الجعبة لسوريا؟ما في الجعبة لسوريا؟

ما في الجعبة لسوريا؟

أحمد مصطفى

تتسارع الأحداث واللقاءات والتصريحات فيما يخص الحرب في سوريا بشكل كبير في الآونة الأخيرة ما يشير إلى أن هناك في الأفق تطور ما.

البعض فسر لقاء قادة عرب رئيسيين (الرئيس المصري والعاهل الأردني وولي عهد أبو ظبي) بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن على هامش معرض عسكري روسي بأنه بداية حلحلة في جهود حل الأزمة السورية.

بدا للبعض أيضا، كل حسب موقفه من الصراع السوري، أن حلا سياسيا يبدو في الأفق وأن هناك محاولة لحلحلة الموقف الروسي الداعم للنظام في دمشق، أو على الأقل إبعاده بقدر ما عن الموقف الإيراني.

لكن الحقيقة أن الموقف الإيراني مختلف، فإيران حريصة على نفوذها في سوريا أكثر من حرصها على نظام الأسد ـ بل وهي أكثر استعدادا من روسيا للتخلي عن النظام لو ضمنت بديلا مناسبا يحفظ لها قدرا من مصالحها (والأفضل لطهران في هذه الحالة هم الإخوان).

أما روسيا فلا تريد خسارة بقايا نفوذ إقليمي يضمنه نظام الأسد أكثر من غيره.

لكن حديث الحل السياسي ما لبث أن اختفى وسط سيل من التصريحات والتسريبات التي تنذر بعمل عسكري كبير "يستهدف حسم الأزمة السورية" ـ وليس مهما بأي نتيجة!

أولا سرب الفرنسيس لوسائل إعلامهم أن باريس على وشك تعزيز مشاركتها في تحالف مكافحة الإرهاب بشن غارات في سوريا وليس العراق فقط.

وتحدث الانجليز عن أنهم سيطلبون من برلمانهم قبل بداية الشهر المقبل توسيع التفويض لحكومة المحافظين بشن غارات في سوريا.

وهاتف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرجي لافروف معربا عن قلقه مما ذكرته "تقارير" عن دعم عسكري روسي لنظام الأسد في سوريا. (ويذكرنا هذا بمقدمات التدخل الأمريكي، عبر وكلاء، في أفغانستان ابان الاحتلال الروسي لكابول).

وفي خضم الحملة الإعلامية المثيرة حول مآسي اللاجئين السوريين (رغم أنهم يموتون ويشردون بالملايين منذ سنين) بعد صورة الطفل الكردي الهاربة أسرته من داعش إلى تركيا لتدفع إلى ركوب الخطر لأوروبا، يقرر البرلمان التركي تمديد تفويض القوات المسلحة بالتدخل في شمال سوريا والعراق.

الحديث الرسمي للكل هو عن "محاربة داعش"، لكن الأغلب أن الواقع سيكون غير ذلك ـ بالضبط كما ادعى أردوغان بدء قصف داعش ليقصف الأكراد في سوريا والعراق.

ماذا سيقصف الغرب، لو كان ما في الجعبة لسوريا هو جهد عسكري دولي عاجل، في سوريا ليس واضحا حتى الآن وإن كان من الصعب تصور أنه داعش فحسب.

فهل هناك محاولة الآن لتحويل سوريا إلى أفغانستان أو ليبيا، مع تسهيل المطامع التركية فيها؟ من يعلم ما في الجعبة لسوريا فليخبرنا!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com