إيران...أصوات لا تسمعها أمريكا
إيران...أصوات لا تسمعها أمريكاإيران...أصوات لا تسمعها أمريكا

إيران...أصوات لا تسمعها أمريكا

إميل أمين

ثم ماذا بعد الأتفاق النووى الأمريكى الأيراني؟

هل ستتحول واشنطن بالنسبة لطهران برداً وسلاماً؟ يخطئ باراك أوباما وحلفائه فى أوربا أن أعتقدوا بأن الأيرانيين سيكونوا حلفاء أوفياء له، الأمر برمته ليس سوى براجماتية إيرانية ربما عرفوها قبل أن توجد الولايات المتحدة الأمريكية بعدة آلاف من السنين، قياساً إلى الفارق الزمنى والعمرى للبلدين.

لا تريد واشنطن، وعلى رأسها أوباما سوى تحقيق إنجاز تاريخى، ولم يكن سعى رئيس أمريكا الإ تحقيق، ما عجز عنه خمسة روساء سابقين، وقفوا أمام المشهد الإيرانى حائرين، حتى ولو كان اتفاقاً منقوصاً.

واشنطن لا تستمع إلا للأصوات التى تريد، أما غير ذلك فهى تصم الأذان عنها؟

هل جاءتك تصريحات نائبة الرئيس الإيرانى، معصومة ابتكار؟ أنها المرأة البالغة من العمر 54 عاماً، والمتحدثة باسم الطلاب الذين احتجزوا دبلوماسى السفارة الأمريكية عام 1979، والتى تقول فى حديث لها مع صحيفة اللوموند الفرنسية منذ بضعة أيام انها لا تتوقع تطبيع علاقات مع الولايات المتحدة، ولا تعتقد ان العلاقات بين واشنطن وطهران ستصبح ودية، لأن هناك تاريخاً طويلاً من النزاعات....

لا ينسى الأيرانيون الرسميون على الأقل، مغامرات الولايات المتحدة فى أفغانستان والعراق، ولا محاولاتها لتأجيج الصراعات بين الشيعة والسنة، ولا دعمها الثابت للنظام الصهيونى....

تعكس تصريحات "ابتكار" هذه حقيقة المشهد والنوايا الأيرانية تجاه واشنطن فى مستقبل الأيام، والتى لا يمكن لضحكات "جواد ظريف" من على شرفة مقره فى فيينا أن تواريها أو تداريها....هل هذه هى التصريحات الوحيدة من نوعها؟

بالقطع لا فقد سبقتها تصريحات مختلفة لآيات الله، على إختلاف مراتبهم، من الأصغر وصولاً للمرشد الخامئنى والذى يذكرنا موقفه من الأتفاقية النووية الأخيرة بموقف المرشد المؤسس "خوميني"، من وقف الحرب التى دارت لثمانى سنوات مع العراق، فقد أعتبر الأخير أن الأمر بمثابة تجرع كأس من السم، وهكذا يؤمن خامنئ فى واقع الحال.

صحيفة فرنسية أخرى "لوفيجارو" تنشر حواراً آخراً مع "محسن رضائى" الرجل الذى ظل لمدة ستة عشر سنة مهيمناً على حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، وأحد دعامات النظام والقريب من المرشد الأعلى على خامنئى الذى يسيطر على معظم السلطات فى طهران، وخلاصة الحديث المطول أن إنعدام الثقة فى الأمريكيين سيبقى غالباً.

هل أغمض أوباما أعينه على كون إيران قوة ثورية لها طموحات للهيمنة خارج حدودها، وبعبارة أخرى، هى دولة طموحات للهيمنة خارج حدودها، وبعبارة ثالثة، هى دولة تسعى إلى فرض سيطرتها على المنطقة، ولن تلعب وفقاً للقواعد الدولية أبداً؟

دائماً وأبداً تحدت إيران النظام الدولى، وواصلت توسيع نطاق نفوذها، جرى ذلك وهى تحت العقوبات الإقتصادية التى تركت أثراً واضحاً على بنيتها الإقتصادية، فكيف سيكون المشهد وهناك نصف تريليون دولار من الأموال المجمدة ستجد طريقها إليها، عطفا على تكالب الأستثمارات الغربية على الداخل الإيرانى، نفطاً وغازاً وصناعة وزراعة وتجارة وهم مهرة بالفعل على هذا الصعيد؟

هل الإتفاقية فرصة لإيران لإلتقاط الأنفاس؟ يمكن أن يكون ذلك كذلك بالفعل، ومايهم إيران الآن هو حيازتهم للمعرفة والتكنولوجيا النووية، شأنهم فى ذلك شأن اليابان وألمانيا اللتان على بينة من معرفة نووية كاملة لكن اللحظة الدولية المواتية لم تحن بعد.

تؤكد النيويورك تايمز على أنه "ليس من المتوقع ان تتنازل الجمهورية الإسلامية عن مبادئها الشهيرة، قابع فى النفس الأيرانية، والعقلية الدينية التى تحكمها، إنها تجهز حالها ومآلها للمهدى المنتظر، ذاك المنوط به إصلاح أحوال العالم فى نهاية الزمان، وما جنود الثورة سوى جنود المهدي القادم من بعيد، وعليه فالتقية هنا أمر واجب لحين الظهور.

هل سجل أوباما اسمه هكذا فى سجل القياصرة؟

الطريق طويل قبل أن ترى الاتفاقية الضوء فى نهاية الدرب...إسرائيل ونتانياهو لن يقفوا صامتين...كل الإحتمالات واردة...الكونجرس بدوره يستطيع ويرغب فى عرقلة الصفقة...العرب..الحلفاء السابقين ممتعضين سراً، وإن رحبوا جهراً...المسرحية فى الفصل الأول، لكن كما يقول تشيكوف أديب روسيا الكبير، إذا قلت فى الفصل الأول من المسرحية أن هناك بندقية معلقة على الحائط، حتماً ستنطلق فى الفصل الثالث...

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com