أمريكا.. إلى ليبيا دُر
أمريكا.. إلى ليبيا دُرأمريكا.. إلى ليبيا دُر

أمريكا.. إلى ليبيا دُر

يوسف ضمرة

من هو اللواء خليفة حفتر؟

في المعلومات أنه اختلف مع القذافي حول التدخل في حرب تشاد، ثم ذهب إلى أمريكا وبقي فيها 20 سنة، إلى أن قرر الناتو الإطاحة بالقذافي.

قُتل القذافي، واستولت مجاميع مسلحة من مصراته والزنتان على المدينتين الرئيستين: طرابلس وبنغازي. تحولت ليبيا إلى مُصدّر للرجال والأسلحة إلى سوريا ومصر. ولكن الأخطر، هو أن ليبيا فقدت تماسكها ووحدتها، وصارت مهددة بالتقسيم شبه المعلن حينا، والمعلن حينا آخر. إضافة إلى تقاسم الميليشيات المسلحة السيطرة على مناطق نفوذ في المدينتين.

لا حكومة حقيقية في ليبيا. لا جيش قادر على بسط نفوذه على ليبيا والليبيين. كل ما هو موجود هو تحالفات قبلية مع ميليشيات مسلحة إسلاموية، بعضها قريب من القاعدة، وبعضها على الأطراف.

فجأة يظهر رجل عسكري متقاعد، ويقود انقلابا عسكريا! إنه لأمر لافت ومحير وغريب. فلا أحد يمكنه تصديق فكرة كهذه ببراءة. كيف لعسكري متقاعد أن يقود جيشا أو يستميل جيشا بقطاعاته كلها أو أغلبيتها على الأقل؟ من أين له هذه القدرة وهذه السطوة؟

قبل تحرك حفتر، تحركت قطاعات أمريكية بحرية من صقلية باتجاه الشواطئ الليبية. لم يستطع أحد في الجيش الليبي التصدي لحفتر أو إلقاء القبض عليه، علما أنه يتحرك علانية لا سرا. وقد ظهر من قبل على شاشة تلفزيونية معلنا سيطرته على البلاد. لكن الأمور حينها لم تكن ناضجة كما يبدو، فأجل خطوته وعاد من جديد.

اللافت هو أن أمريكا صرحت علنا قبل حركة حفتر، أن ليبيا مقبلة على تطورات خطيرة ومهمة. ظننا حينها أن الأمريكان سوف يتدخلون مباشرة في ليبيا. لكنها ـ كما يبدو ـ أوكلت المهمة إلى رجالاتها. والسؤال هو: لماذا الآن؟ فقد كانت ليبيا كذلك منذ الإطاحة بالقذافي، وغضت أمريكا الطرف عن كل ما يحدث فيها. فلماذا تتحرك الآن؟

يقول العارفون أو بعض المحللين، إن أمريكا يئست من موضوع سوريا في ظل التمترس الروسي والإيراني والصيني. فلا هي قادرة على التدخل العسكري في سوريا، ولا هي قادرة على العثور على طرف أو جهة مسلحة في سوريا، تستطيع بها رفع راية البديل العلماني والدولة المدنية الديمقراطية. فقد تعاظم نفوذ الجماعات التكفيرية، وصار التطاحن فيما بينها يعمل في مصلحة الجيش السوري والدولة السورية.

وقد ارتأت أمريكا أن استمرار الوضع السوري على ما هو عليه من استنزاف للجيش السوري وحزب الله، يشكل هدفا يؤدي إلى نتيجة تصب في مصلحة الأمريكيين وحليفهم الكيان الغاصب في فلسطين. فلماذا لا تقتنص أمريكا ومن دون كلفة بشرية، دولة مثل ليبيا؟ هل ستغضب بريطانيا وفرنسا مثلا؟ ربما. ولكن غضب هذه الدول التي تدور في المدار الأمريكي لا يقدم ولا يؤخر. ربما تتحرك هنا أو هناك، في الهامش الضيق المتاح لها، لكنه يظل هامشا تحت السيطرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com