رحيل مبدع
رحيل مبدعرحيل مبدع

رحيل مبدع

حافظ البرغوثي

رحل الزميل الطيب المبدع محمد مهيب جبر ليس بعد وقت طويل من رحيل شقيقه المبدع محمد كمال، والاثنان تميزا بالخلق والعطاء الثقافي والأدبي ، وكانا مثالا للفلسطيني المكافح المثابر الصابر. عرفت الراحل في صحيفته الخليج التي اعطاها كل طاقته الصحفية الابداعية، وكان الأكثر قراءة للمستقبل عندما اصدر صحيفة الكترونية منفردا قبل غيره لكنه كعصامي لم يحاول الاتجار بالصحافة فتوقفت بعد أن كانت من اولى المحاولات للصحافة الالكترونية.كان موسوعة في المعرفة والاطلاع والاستيعاب، قد لا يكون أخذ حظه الكامل في الصحافة لأنه لا يتلون، الا ان من عرفه لمس فيه الشهامة والجد والاجتهاد والعطاء عن خلق وترفع عن الصغائر، ولما طرق باب الأدب فاز بجائزة القصة القصيرة ثم بجائزة الرواية في معرض الشارقة، وكان قبلها اتصل بي طالبا صورة لطير الشمس الفلسطيني(الطنان) ليستخدمها في غلافه.

كلما زرت الشارقة تلاقينا فهو رجل لديه ما يقوله وأحب الاستماع اليه، كافح ضد الاحتلال واعتقل وكتب في الصحف الفلسطينية تحت الاحتلال وكتب في صحف الثورة الى أن ألقى عصا الترحال في الامارات واستقر في دار الخليج وواكب تطورها وانتقالها التكنولوجي ، وفاز بجوائز ادبية عدة وايضا في مجال البرمجيات وهو علم اكتسبه عن سعة اطلاع وفضول لأنه كان يعلم ان المستقبل للكومبيوتر.

زرته في جريدة الخليج في مطلع هذا العام ، كان هو هو لا يتغير بوجهه اللامع وابتسامته الفارقة رغم مرض القلب الذي ألم به. لم يكن وصوليا لأنه اخلاقي متيم بابنه وابنته المتفوقين، وكان زوجته السيدة مديحة عبد الرؤوف عرفات القدوة سادنة البيت الحريصة على تفوق الابنة والبنت. فوجئت ذات سنة انها بلا رقم وطني فلسطيني فذهبت عند العودة الى مكتب الراحل ابو عمار في غزة وقلت له ان اختك مديحة تريد العودة وليس لها رقم وطني! فاستغرب الامر وقال "هو محمد ما طلعش لعائلته هويات!" وطلب مني ابو عمار ان ابحث الموضوع مع اخيه الكتور محسن وهو الان في الفندق في غزة وبالفعل التقيت الكتور محسن وقام بالواجب وجاء محمد وعائلته الى غزة وزاروني في مكتبي في رام الله.

يرحل هذا القلم الفلسطيني المبدع بعد عقود من الكتابة والابداع وما زالت نبرة صوته المميزة في أذني وابتسامته تزين وجهه الاسمر البشوش، رحمك الله يا زميلنا ولنا من بعد فقدانك هذا الشقاء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com