الأردن الكبير
الأردن الكبيرالأردن الكبير

الأردن الكبير

موفق محادين

من الظلم ان ينسب مشروع الأردن الكبير لسياسات او استراتيجيات اردنية ، فهو مشروع (اسرائيلي) بامتياز ، يحاول العدو تسويقه باسم الأردن .

ويعود للمؤتمرات الأولى التي شهدتها هرتزليا بالتزامن مع الالفية الجديدة وتحت شعار (كيف تجدد اسرائيل نفسها ) بتجديد (خرائط الشرق الأوسط برمتها).

كما ارتبط المشروع الصهيوني المذكور ، بسيناريوهات ما يعرف بالربيع العربي وتمزيق المنطقة وتقسيمها عبر اشعال حرائق طائفية فيها باسم حقوق الانسان واستبدال (الدولة الشمولية) والدولة العميقة باكاذيب عن الدولة الديموقراطية والمدنية ، فيما الهدف الحقيقي هو تحطيم هذه الدولة مقدمة لمشاريع مثل الأردن الكبير وكردستان الكبرى .

وقد اقتضى ذلك في العقلية الصهيونية ، تحطيم الدول التي يعيق (وجودها الموضوعي) المشروع الاسرائيلي، وهما العراق وسوريا.

كما اقتضى توفير البنى التحتية بالاستفادة او توظيف مقررات قمتي عمان والدار البيضاء، وكذلك مقررات قمم دافوس – البحر الميت المتتالية ، ومنها مشروع قناة البحرين ووادي السلام الذي يمتد الى الاجزاء الجنوبية من ساحل البحر الأحمر على الجانبين.

وحسب مداولات هرتزليا فإن الحديث الاسرائيلي المكشوف والعلني (حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل) حديث يستفز مشاعر العرب كما يحتاج الى تعديل في الوقت نفسه .

فاستبدل باسم مقنع هو الاردن الكبير، الى جانب كردستان الكبرى، تماما كما استبدلت المخابرات الاسرائيلية والامريكية استخدام عصابات البلاك ووتر بصلبانهم المكسيكية المستفزة بعصابات الافغان من داعش وجبهة النصرة وانصار الشريعة وبيت المقدس ولحاهم الطويلة وراياتهم التي اختطفت شعار (الله اكبر)

ايضا وبدلا من رسم خرائط (غير واقعية) بين النيل والفرات ، جرى الاستعاضة الصهيونية عن ذلك بالصحاري (صحراء الانباء وصحراء البادية السورية الجنوبية وصحراء سيناء)

ويرنو المشروع في المستقبل الى اقامة كونفدرالية تحت السيطرة الاسرائيلية باسم كونفدرالية الاراضي المقدسة (الدينية) من الدولة اليهودية، ودولة الاردن السنية ، وحكما ذاتيا للدروز واخر للبدو في سيناء ، وقد تشمل كردستان لاحقا..

فالمشروع (الاردن الكبير ) كما صنع في (تل ابيب) ويحاول العدو تسويقه باسم الاردن يضم ما يسميه الضفتين (بقايا الصفة الغربية والضفة الشرقية) وصحراء الانبار العراقية وحوران السورية والمناطق الدرزية في سوريا والاردن وبحيث يضم لها لاحقا دروز فلسطين في اطار كانتون او برلمان درزي ..

ولتنفيذ هذا المشروع جرت الخطوات التالية حتى الان:

1. تحطيم الدولة العراقية والسعي لتحطيم الدولة السورية وتمزيقها ، واستنساخ الحالة العراقية فيها بالذرائع نفسها ، حقوق الانسان ، النظام قاتل شعبه، الطائفية، الخ.

2. اختلاق الجماعات التكفيرية المعروفة من داعش والنصرة وانصار الشريعة وبيت المقدس في المناطق المستهدفة (العراق ، سوريا، سيناء)

3. اقامة تحالف (غريب ) على الارض بين الجماعات المذكورة وبين اوساط ليبرالية (علمانية تغذي التعبئة ضد الدولة المركزية في سوريا والعراق (قبل وبعد العدوان عليه)

4. استئناف قوى المقاومة وانهاكها بعيدا عن المواجهة المباشرة مع (الجيش الاسرائيلي)

5. عقد اكثر من مؤتمر (لقيادات درزية) تحضيرا لهذه المرحلة، وليست استغاثة جنبلاط بالدولة الأردنية ومحاولة توريطها في جنوب سوريا بعيدا عن ذلك

6. وليس بلا معنى هذا الدعم اللوجستي الصهيوني المكشوف لعصابات النصرة في الجولان وعصابات انصار الشريعة وبيت المقدس في سيناء ومخيم اليرموك

7. اخيرا من الظلم ايضا تصوير الرعاية الاردنية للاماكن الاسلامية في القدس غطاء دينيا لدولة الاردن الكبير السنية مقابل مكة او الازهر فهذه الرعاية سابقة لكل ذلك.

8. ومثل ذلك ما يقال عن الراية الهاشمية والكوفية المقلوبة (رمز الثأر عند العربي) فهي اقدم من ذلك وتتصل بثارات مختلفة ، وبالرعاية الهاشمية لاماكن مقدسة اخرى قبل سايكس – بيكو

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com