هرمجدو
هرمجدوهرمجدو

هرمجدو

موفق محادين

تتألف كلمة هرمجدون من مقطعين: هار (الجبل) ومجيدو (اسم مدينة) وقد وردت في كتب التناخ عدة مرات وفي (الكتاب المقدس) مرة واحدة وتحديداً في سفر الرؤية في الفصل 16 المقطع 16 الذي يقول "وجمعهم جميعا في مكان يدعى بالعبرية "هرمجدون".

تقع على مفترق استراتيجي في مرج ابن عامر قرب القدس يتمتع بأهمية عسكرية بالإضافة إلى أهميته كملتقى للقوافل. والطريق الساحلي التي تصل مصر بدمشق والشرق تتقاطع مع هذا الوادي في مجيدو. ويعتقد بعض المؤرخين أن المعارك التي جرت هنا هي أكثر من المعارك التي جرت في اي مكان آخر في العالم. وكان الغزاة القدماء يقولون: إن أي قائد يستولي على مجيدو يلعب دوراً مهماً في المنطقة والعالم. ومن ذلك سيطرة تحتمس الثالث على هرمجدو، والمعارك التي جرت قريباً منها، حطين واليرموك ومعركة اللنبي ضد الأتراك 1918.

الروايات الدينية حول هرمجدون

الرواية الأولى: بصورة عامة يؤمن أنصار المسيحية اليهودية بأن عمر الكون هو 6 آلاف سنة، وأن مريم أم عيسى كانت عذراء، وأن اليهود هم شعب الله المختار، وأن الله أعطى الأرض المقدسة إلى شعبه المختار اليهود.

ولن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح ولن يحدث ذلك إلا بعد معركة هرمجدون حيث سيقتل معظم اليهود في عملية تطهير لهم تحملهم على الاعتراف بالمسيح كمخلص لهم.

وبالإضافة لمؤسس هذه النظرية (سايروس سكوفيلد) في القرن التاسع عشر يفسر الكاتب التوراتي الأميركي هال ليندسي تاريخ الشرق الأوسط والعالم كله في كتابه "الكرة الأرضية العظيمة السابقة" بقوله: إن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل.

ويقول ليندسي في كتابه أيضاً: "قبل أن يصبح اليهود أمة لم يُكشف عن شيء، أما الآن وقد حدث ذلك فقد بدأ العد العكسي لحدوث المؤشرات التي تتعلق بجميع أنواع النبوءات. واستناداً إلى النبوءات فإن العالم كله سوف يتمركز على الشرق الأوسط وخاصة على إسرائيل في الأيام الأخيرة.

الرواية الثانية وتتعلق إلى ما قبل نجاح العدو الصهيوني في تحويل خرافاته حول الأرض المزعومة وحشد (شذاذ الآفاق) من كل بقاع الدنيا في فلسطين العربية، ظلت الخرافات تحوم بين هلوسات جمعية وبين حكايات مسلية للأطفال، وها نحن أمام شكلين من الفانتازيا نتابعهما بأم أعيننا على الشاشات كل يوم:

الفانتازيا الأولى، وتتعلق بعلامات الساعة كما تظهر في بلاد الشام والعراق ومنها:

1- خراب العراق وسوريا وكثرة القتل.

2- يكون من علامات خراب الشام تنازع الرايات بين الأبقع والأصهب والسفياني والخراساني إضافة إلى رجفة (هزة) في حرستا (ريف دمشق) وفي دمشق نفسها مما يؤدي إلى هدم جزء من المسجدالأموي.

3- يصاحب ذلك حالات من الكسوف والخسوف واشتداد الحر والمطر في غير موعده.

4- الجوع والخوف والفساد والفتن الأهلية.

5- موت خليفة وخلع آخر وقتل ثالث في المنطقة.

6- ظهور واستفحال أمر الكذابين من أمراء الدعوة والجهاد.

7- قتل النفس زكية (رسول) المهدي.

8- تقاسم الروم والترك لأرض العراق والشام.

9- كثرة التولية والعزل بين الحكام والولاة وعدم بقاء صنف من العوام لم تشمله هذه الكثرة.

10- رفع كل ذي صيصة صيصته، وهو منا يعني في أيامنا هذه، الحارات والفتوات والكانتونات والعشائر والمذاهب... إلخ.

11- ولا يستقر الناس على أمرهم إلا بعد إدراكهم أن كل ذلك هو من فعل اليهود وأعوانهم مقدمة لهرمجدون الكبرى، وما أدراك ما هرمجدون.

الفنتازيا الثانية، وتتعلق بظهور المهدي (إمام الشيعة) على رأس جيش جرار من بلاد السواد (العراق) وخراسان.

وسيكون ظهوره بين غوطة دمشق (يوجد فيها مقام السيدة زينب) وبين فلسطين وسيقاتل (مملكة إسرائيل) إلى أن يدمرها.

وإذا كان ما يحدث في الشام والعراق هذه الأيام يذكرنا بعلامات الساعة وما تحمله من فنتازيا تتجلى في الواقع، فإن تدفق أصحاب المهدي إلى غوطة دمشق (ألوية العباس وذو الفقار) يذكرنا بالفنتازيا الثانية حول المهدي وانبعاثه.

ترافق توظيف هذه الخرافة مع صعود الإمبريالية الأمريكية ودور المجمع الصناعي العسكري فيها والعلاقة الأمريكية – الإسرائيلي حيث النفط وواحدة من أهم ساحات الحرب الباردة مع موسكو.

بل إن روسيا والبوابات الاستراتيجية في هذه الحرب تحولت إلى نبوءات مزعومة في سفر حزقيال الذي راحت تنسب له تحذيرات من معسكر الشيطان (روش) (روسيا) واليمن وأثيوبيا وأرمينيا وشمال افريقيا.

وكان من الطبيعي أن تزدهر هذه الخرافة مع صعود ريغان وسطوة المجمع الصناعي الحربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com