داعش النووية والمخابرات الاسترالية
داعش النووية والمخابرات الاستراليةداعش النووية والمخابرات الاسترالية

داعش النووية والمخابرات الاسترالية

إميل أمين

ما هي أسوأ المخاوف التي يمكن أن يتسبب فيها داعش للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية خاصة ؟

يبقى الخطر النووي هو الهول الأعظم الذي يتسبب في هذه المخاوف المروعة ... هل هناك بالفعل ما يشير الى ارهاصات لتلك المخاوف ؟

في الايام القليلة الماضية تحدثت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن مساعي داعشية لتصنيع قنبلة نووية ، الحديث يتناول قضية استيلاء داعش على كميات كبيرة من المواد المشعة من المؤسسات البحثية والمستشفيات الحكومية التي استولوا عليها ، والعهدة هنا على تقرير سري للغاية للمخابرات الاسترالية .

هل اظهرت داعش بالفعل نواياها لحيازة سلاح نووي ؟

في وقت سابق اعربت داعش عن طموحها لتطوير قنبلة نووية خلال عام ، ونشرت رغبتها تلك عبر صفحات مجلة " دابق " ، كما حذر مسؤولون هنود من امكانية قيام داعش بالاستعانة بباكستانيين لتصنيع تلك القنبلة .

ما الذي يعزز الحديث عن امكانية حصول داعش على سلاح نووي ، لا سيما وان هناك كثيرين يرون ان داعش يحضر لمفاجات في شهر رمضان والذي يمر خلاله يوم 29 يونيو عندما اعلنت في الموصل العام الماضي مولد الخلافة ؟

قطعا المقال الذي كتبه الصحافي "جون كانتلي" الرهينة لدى داعش منذ نحو عامين ، في مجلة "دابق" التي يصدرها التنظيم باللغة الإنجليزية . المقال يتناول رؤية تتعلق بإمكانية حصول داعش على قنبلة نووية تكتيكية من بعض تجار الأسلحة أو عبر مسؤولين فاسدين في دول بعينها تمتلك السلاح النووي وعبر أذرعتها في شمال إفريقيا ، تستطيع تهريبها إلى الحدود الأمريكية مع المكسيك ، ومنها إلى الداخل الأمريكي مباشرة ... كيف سيكون المشهد إذن ؟

أفضل تعليق قيل في هذا الإطار هو أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 سيضحي بمثابة نزهة خلوية مقارنة بما يمكن أن يحدث في هذا الحال . والملفت هنا أن صحيفة الإندبنت البريطانية ، كانت قد اشارت في سبتمبر الماضي إلى تصريحات وزيره الداخلية البريطانية "تيريزا ماي" والتي أشارت فيها إلى مخاوفها من أن تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يحصل في نهاية المطاف على أسلحة كيميائية وبيولوجية ويقوم بهجوم نووي ضدنا . هل الفكرة خيالية ؟

يشير "توني شيفر" العقيد السابق في الجيش الأمريكي ، إلى أن مسألة سعي داعش للحصول على سلاح نووي ليست مسألة خيالية ، مبينا أنه ليست أولى الحركات الجهادية التي كانت تفكر في هذا ، فقد سبقتها حركة تنظيم القاعدة ، وداعش تريد أن تحصل على سند البقاء من خلال إمتلاك السلاح النووي .

وماذا بعد ؟ هل تترك واشنطن العالم كله في مواجهة "مارد" شاركت في تخليقه وأصبح يهددها بالضبط كما جرى مع القاعدة وطالبان من قبل ؟ في أوائل الشهر الجاري تحدث مبعوث الرئيس الأمريكي باراك اوباما المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد تنظيم داعش الجنرال المتقاعد "جون ألين" عبر مؤتمر صحافي في قطر قائلا : "إن تنظيم داعش لم يعد مشكلة عراقية أو سورية فحسب ، ولكنه مشكلة إقليمية قد تحدث تداعيات عالمية" .

في الوقت ذاته كتب خمسة من كبار المفكرين والمسؤولين الأمريكيين السابقين (صموئيل بيرغر ، ستيفن هادلي ، جيمس جيفري ، دنيس روس ، روبرت ساتلوف) عبر مجلة "بوليتيكو" مقالا إستراتيجيا هاما خلاصته أن الولايات المتحدة لن تحدد مستقبل المنطقة ، ولكن لديها مصلحة وطنية واضحة في منع إنهيار نظام الدولة في الشرق الأوسط ... هل يعني ذلك حتمية التدخل العسكري الأمريكي البري كما تطالب كثير من الأصوات ؟

لقد بدا واضحا أن الضربات الجوية وحدها لا تكفي ، غير أن إستراتيجية أوباما تبقى كما هي "لا جنود على الأرض" ... هل هناك من يرفض هذا النهج ؟

يبدو أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية ، تتشوق للتدخل في المشهد الداعشي ، هذا ما نفهمه من حديث الجنرال "جوزيف فوتيل" القائد العام لتلك القوات ، لصحيفة الديلي بيت الأمريكية ، والذين يشعرون بالغضب إزاء فقدان اربعة أمريكان في بنغازي ، وإصرار الإدارة الأمريكية على الحفاظ على إرث أوباما في عمليات سحب القوات في العراق وافغانستان .

فانظر ماذا ترى اوباما فاعل عما قريب وبخاصة لو تحول حديث داعش النووية الى حقيقة او شبه حقيقة ؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com