وباء الأحزاب الكرتونية
وباء الأحزاب الكرتونيةوباء الأحزاب الكرتونية

وباء الأحزاب الكرتونية

شوقي عبدالخالق

أصبحت التعددية الحزبية في مصر مؤخرًا عبئًا على الدولة، على خلاف الدول المتقدمة التي يكون التعدد الحزبي فيها، دافعًا للأمام لتضفير الجهود من أجل تحقيق مصلحة البلد وتنميته، وهو الشيء الذي لم يحدث في مصر مؤخرًا.

وصل عدد الأحزاب في مصر إلى أكثر من 80 حزبًا سياسيًا، تعجز لجنة شؤون الأحزاب عن إحصاء عشرة فقط منها، فضلاً عن المواطن أو الجهات الرسمية، غير أن تلك الأحزاب تعتبر نفسها جزءًا لا يتجزأ من الإدارة الحاكمة، وتريد مناصفة النظام في الحكم، بداعي التشاركية وشمولية الحكم، والغريب أن معظم تلك الأحزاب لا تمتلك في الواقع غير مقر عبارة عن شقة "حجرتين وصالة"، أين الأعضاء، أين الأنصار، أين المنهج، أين البرامج؟

أولاً: لا أحد يختلف على ضرورة التشاركية في الحكم والعمل الجماعي، لكنّه ليس فرضا على النظام الحاكم، الذي يمتلك فكرًا وآليات معينة، يريد تطبيقها إن حقق نجاحًا يرفع الجميع له القبعة، وإن فشل فليس أعز وأكرم من نظامين رحلا في أقل من ثلاث سنوات، وهو المتعارف عليه في كل دول العالم.

لكنّ الشيء الأهم الآن، هو مع افتراض أن النظام يسعى للتشاركية، وهو موجود بالفعل، أين الجهات التي تتمتع بالمسؤولية الوطنية أو تمتلك الكفاءات التي تستطيع مشاركة النظام أو تقديم رؤى تنموية وسياسية، خلا بعض الأصوات التي تجيد "الصوت العالي".

أحدثت الأحزاب في مصر خلال الفترة الأخيرة جدلاً واسعًا على كل شيء، وفي الحقيقة لا أحد يعرف لماذا هذا الجدل وما هو هدف تلك الأحزاب، رغم أن النظام لم يتجاهل أحدًا كما كان الحال في عهد الإخوان، حيث عقد الرئيس السيسي العديد من اللقاء مع الأحزاب والقوى المجتمعية، فضلاً عن لقاءات رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب.

ما النتيجة من تلك اللقاءات، هل قدمت الأحزاب رؤى تنموية للحكومة أو النظام، العكس هو الصحيح، كانت معظم اللقاء محاولة من النظام لحل أزمات وخلافات الأحزاب سواء الداخلية أو بين بعضها البعض، أو إزالة "عدم الفهم" الذي سيطر عليها بشأن عدة ملفات مصيرية.

حقيقة يجب أن توضع في الحسبان جيدًا، وهي أن الأحزاب المصرية "الكرتونية" أصبحت وباءً يفسد كل ما هو صالح، فضلاً عن كونه عبئًا ثقيلاً على كاهل النظام يحتاج فعلا معاجلة سريعة إما أن تغير تلك الأحزاب من نهجها أو أن تتجاهلها مؤسسة الرئاسة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com