سلطان القاسمي يا داعش
سلطان القاسمي يا داعشسلطان القاسمي يا داعش

سلطان القاسمي يا داعش

موفق محادين

على بعد ساعة من العاصمة الأرمنية، يرفان، يربض دير قديم يطل على نهر يخترق غابة ساحرة من اشجار اللوز و المشمش والجوز والرمان، تعلوها جبال بيضاء معظم أوقات السنة، حيث لا تغادر الثلوج تلك المرتفعات إلا في اشهر الصيف الأخيرة.

ولسبب ما، ربما لأن سكان المنطقة اعتادوا على الوحوش في غابر الأيام والأزمان، لم تحتفظ ذاكرتهم لا بأسماء القديسين والرهبان الذين عاشوا في الدير ولا باسم (الملك بقرادوني) الذي دشنه في قرون غابرة.

فأخذ الدير اسما غريبا على رسالته لم يحل بينه وبين اشعال النار فيه مرتين على يد التتار ثم على يد السلاجقة، فقد عرف الدير وما يزال باسم بيت النمر...

وليس اسم الدير وحسب، ما يفاجئ الزائرين، بل اللوحة الحجرية في مداخله، والتي تشير بالعربية إلى جانب الارمنية إلى ان الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، شيخ الشارقة، هو الذي قام بترميمه، ومتى، بعد اهمال طويل طويل، استغرق قرونا مديدة...

وفي الحقيقة وجدت نفسي أشرح للأصدقاء الذين كنت معهم في تلك الجولة على الاثار الثقافية لشعب عريق في الحضارة والثقافة العالمية، وهو الشعب الأرمني، ان هذه المشيخة الصغيرة (الشارقة) علامة بارزة من علامات الاهتمام بالثقافة العربية فضلا عن التاريخ القومي للعائلة الحاكمة فيها .

وليس بلا معنى ان تنال الشارقة اهتمام اوساط عربية وعالمية واسلامية والاحتفاء بها كعاصمة للثقافة اكثر من مرة، بل وترشيحها للجنة الدولية للحفاظ على التراث العالمي .

كما هو معروف ان الشارقة قدمت العديد من المبدعين والمبدعات في حقول الأدب والفن التشكيلي..

اما الملاحظة التي اجمع الاصدقاء حولها وهم يتسمرون امام اللوحة، فهي عقد مقارنة عفوية بين ترميم الشيخ سلطان القاسمي لدير مسيحي في منطقة منسية من ارمينيا، وبين جرائم داعش وجبهة النصرة ضد الاثار العربية والاسلامية وآخرها ما هدموه من مكتبات ومساجد في الموصل ومن اثار اشورية في نينوى وغيرها ...

إن مبادرة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يجب أن تخرج من الظل إلى واجهة الاعلام العربي والدولي وأن تسلط عليها الأضواء، وأن تبادر الصحافة العربية والدولية الشجاعة إلى ايلائها الاهتمام الكافيومن داخل الموقع نفسه، سواء بالتغطية او بترتيب فعالية او مهرجان يؤكد على حقيقة الثقافة العربية ومكانتها في الثقافة العالمية .

وبالاضافة للاعلام والصحافة عموما، فإن على جهات مثل اليونسكو والوسط الثقافي العربي بل ومؤسسة مثل الأزهر أن تكون شريكا في احتفاء كهذا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com