فتنة اليمن.. لعن الله من أيقظها
فتنة اليمن.. لعن الله من أيقظهافتنة اليمن.. لعن الله من أيقظها

فتنة اليمن.. لعن الله من أيقظها

 كان من الضروري توجيه ضربة عسكرية للحوثيين في اليمن، بعد القلاقل التي أثاروها، بما يمثله ذلك من خطورة بالغة على الأمن القومي العربي، وهو أمر يمثل اتفاقاً بين غالبية الدول العربية، إذ شاركت قوات 10 دول عربية في هذه الضربة الجوية والبحرية.

وليس من قبيل المبالغة، أن نصف تلك الضربة، بأنها شر لابد منه، فليس سهلاً على الإطلاق تصور أن السلاح العربي يستخدم في دولة عربية، ولكنه قدرنا، فقد حدث ذلك قبل 25 عاماً، حينما احتلت العراق الشقيقة الكويت، وكان من الضروري وقتها تسديد ضربة، شارك فيها العرب بنسبة كبيرة.

ولا يوجد عربي واحد مخلص لعروبته، سعيد بما جرى في اليمن، أو بما ترتب على ذلك من رد فعل، ولا يوجد عربي واحد لا يشعر بالقلق من تطور الأمور، لأكثر مما يحدث، فالمخططات التي تحاك ضد المنطقة بأسرها، كانت تتضمن إثارة الفتنة بين السنة والشيعة، والانخراط في حرب مذهبية قد تستمر عقوداً طويلة.

 والحقيقة أن التقارب الأمريكي الإيراني خلال الشهور الماضية، صاحبه تهور واضح من الجانب الإيراني، وانعكس ذلك بوضوح في الحماقة المتزايدة من جانب الحوثيين في اليمن، ولم يكن ممكناً أمام الدول العربية أن تقف مكتوفة الأيدي أمام انهيار دولة عربية، وتغيير هويتها بين يوم وليلة.

وفي تقديري، أن تلك الضربة العسكرية العربية ضد الحوثيين، لا تستهدف إبادة الحوثيين، فهذا أمر مستحيل التفكير فيه، ولكنها ضربة سوف تؤدي بالنهاية إلى إتفاق سياسي جديد، لتهدئة الأوضاع، وتثبيتها عدة سنوات، أو عقود لمصلحة اليمن الشقيق، والأمن القومي العربي.

 فمن الوارد جداً أن ينتهي الأمر باتفاق على نسبة مشاركة في الحكومة والبرلمان، وهذا أمر تحسمه المفاوضات، وإذا انتهت هذه الضربات العسكرية بهذه النهاية السياسية، ستكون الضربة قد نجحت، وحققت أهدافها لا محالة.

ولكن – لا قدر الله-، لو تطورت الأمور أكثر فأكثر، واستمرت إيران وحزب الله في عنادهما الواضح، وتصريحاتهما المستفزة، قد تتطور الأمور لحرب مذهبية، لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالي، وفي هذا اختصار لجهد كبير من جانب قوى غربية، تريد أن نصل لهذه النتيجة.

وكثير من شعوب المنطقة لا يريدون الحرب بأي شكل من الأشكال، ويتهيبون من فكرة الانخراط في حرب برية، ويفضلون الاستمرار في الضربات الجوية والصاروخية، لحين الانتهاء إلى اتفاق سياسي عاقل، وإلا سيكون الحوثيون قد نجحوا في جر الأمة العربية لصراع مذهبي، لن يستفيد منه إلا إسرائيل والقوى الغربية، التي تريد امتلاك ثروات ومقدرات العالم العربي، والهيمنة عليها.

على قدر تأييدي للضربة العسكرية العربية لليمن، يأتي تخوفي من التحول لحرب برية، ستضر الجميع، فقد كانت الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com