أوباما وإيران .. الإرث المر
أوباما وإيران .. الإرث المرأوباما وإيران .. الإرث المر

أوباما وإيران .. الإرث المر

بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 تحدث الرئيس المصري الراحل أنور السادات بالقول :"إن الشرق الاوسط الآن لن يكون كسابقه"، هل يعيد التاريخ نفسه من جديد؟

في مقولته التاريخية الشهيرة يذهب كارل ماركس الى ان :"التاريخ لا يكرر نفسه، ذلك لانه لوفعلها لاضحى في المرة الاولى  ماساة وفي الثانية ملهاة "....هل باتت ايران وللمرة الثانية  السبب في تغير ملامح الشرق الاوسط ؟

ليس سرا أن هناك حلف مصالح مشتركة يمتد من طهران ويمر بتل ابيب ويتصل بواشنطن، وعلى غير المصدق أن يطالع اوراق كتاب الكاتب الامريكي الجنسية الايراني الاصل "تريتا بارزي " الذي يحمل العنوان  ذاته، والرجل يربط احداث الحاضر بين العواصم الثلاث، وربما يغيب عنه تاريخيا ان بقاء اليهود حتى الآن في جزء كبير وغالب منه يعود لفضل الملك الفارسي قورش الذي اعاد بني اسرائيل الذين تم سبيهم في بابل زمن نبوخد نصر، والذي استمر زهاء خمسائة عام، الى بلادهم مرة اخرى.

يفتح الاتفاق الاطاري، والذي يمتد لثلاثة أشهر حتى يصل الى الاتفاق النهائي، الباب واسعا ليتقاسم هذا الحلف شكلا جديدا من اشكال النفوذ في الشرق الاوسط الجديد الذي تخطط له امريكا ..

هل ينهي الاتفاق آمال وأحلام ايران في حيازة سلاح نووي ؟

في غالب الأمر  بلغت ايران مبلغا  شديد الشبه بما وصلت اليه اليابان من قبل ، بمعنى انها باتت تحوز على الخبرة والدراية التكنولوجية النووية، ما يكفي لاحقا  للحصول على القنبلة النووية ، وجل ما يفعله الاتفاق هو تأخير الحصول عليها  لعقد من الزمان تقريبا.

سعى باراك اوباما، سعيا حثيثا  الى هذا الاتفاق حتى  لا تنتهي ولايته الثانية  دون ان يحرز آية نجاحات على صعيد السياسات الخارجية، وحاول جهده ان يبدو  في عيون  الامريكيين الرجل الذي أرغم الايرانيين على التخلي عن حلمهم النووي، وجل حلمه أن  يكتب اسمه في سجل القياصرة الامريكين وهو ما لن يحدث ابدا.

خلف الباب الامريكي يترقب الجمهوريون لا سيما في الكونجرس هذا الاتفاق، سيحاولوا تعطيله ولا شك، وربما  ياتي رئيس جمهورية جديد  ليعلن الغاءه، حال عدم التزام ايران الكامل، او بحجة  عدم الالتزام المطلق بالياته، لتبدأ  دائرة  الصدام من جديد بين طهران وواشنطن .

لكن ماذا  ن العرب وأهل السنة .. أهم دوما الخاسرين ؟

قطعا لا، فمن الطبيعي الا يعقدوا  الاذرع  على الصدور، في انتظار ثمار التوافق الجديد بين ايران وامريكا، ولعل ما ستجري به المقادير  هو ثورة نووية  شرق اوسطية ، وهذا ما اشار اليه بوضوح الايام القليلة الماضية  السفير السعودي في واشنطن "عادل الجبير"،  فكل دولة  عربية في المنطقة ترفض فكرة  ان يتقاسم الحلفاء الجدد في طهران وتل ابيب "الهيمنة النووية"، ويبقى الآخرون على هامش مجالات القوة الفاعلة.

ما الذي ينتظر أن نراه ؟

حكما سنرى  من جديد محاولات إحياء برامج نووية عربية، ومحاولات حيازة  رؤى نووية  جديدة ، تعمل على إحداث توازنات اسراتيجية  في موازين القوى  الشرق اوسطية، محاولات ستذهب باحلام "شرق اوسط خال من السلاح النووي" ادراج الرياح .

أمر آخر ولا شك سنشهده، وهو حروب الوكالات، التي ستشتعل باكثر حدة في المنطقة، وربما ما يجري في اليمن هو مقدمات لها ، ترشح للاسوا  الذي لم يأت بعد ، وبخاصة  بعد التدخلات المحتملة  لقوى نووية كبرى  حول العالم في مقدمتها  روسيا والصين، لزخم محاولات عربية نووية ستاتي بها الايام  بشكل اجباري لا اختياري .

يبقى في المشهد تساؤل مثير للقلق والخوف معا :"هل سيتنكر بنيامين نتانياهو لدين الملك قورش المعقود في رقبة اسرائيل؟

بمعنى هل سيمضي الرجل في طريق "الخيار شمشون" تجاه مفاعلات ايران النووية، وبعيدا  عن واشنطن  إذا لزم الامر؟

كل الاحتمالات مفتوحة في ظل الضبابية، التي تلف الشرق الاوسط في الحال والمرشحة  للتصاعد في الاستقبال ...أهو هذا الإرث المر  الذي يتركه الامريكيون  للعرب السنة خاصة  والشرق اوسطيين عامة؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com