ماما الخارقة
"كنت مغفلة" .. جرت العبارة على لسان صديقتي في مرارة أدهشتني ، كنا نتحدث عن الاتجاهات المختلفة التي سارت فيها حياتنا ، هي اختارت أن تكون ربة منزل و هو ما تمنته هي دائما منذ الصغر، إلا أنها لم تعد واثقة الآن أنها اختارت الاختيار الصحيح ، و على الرغم من أنني قد اعترضت دائما على قرارها بإلقاء سنوات دراسة طويلة وراء ظهرها كأن لم تكن ، لكني كنت أبقي اعتراضاتي دائما مغلفة بالصمت ، إذ اعتدت دائما أن أمسك بلساني قبل اللحظة الأخيرة التي سألقي فيها بمحاضرتي العصماء عن استقلال المرأة و عملها ،ليس فقط لأن صديقتي لم تكن مثلي من أعضاء جمعية (المرأة المتوحشة) ، لكن لأنني أيضا أؤمن بأن كل شخص له طبيعة مختلفة تؤدي به لاختيارات مختلفة تناسب شخصيته ، إلا أن ما يبدو على صديقتي من حزن حيرني فقد كانت دائما تبدو راضية سعيدة باختيارها فلماذا الحزن الآن ؟،لم تكن بالطبع حزينة على اختيارها لأن تكون ربة عائلة تحب أفرادها و تسهر على راحتهم و و تضحي من أجلهم بوقتها و جهدها ، لكن يبدو أن صديقتي أدركت أخيرا أنها تريد من الحياة أكثر من ذلك