عن مصر ومهاجر بريسبان وغاز الشرف
عن مصر ومهاجر بريسبان وغاز الشرفعن مصر ومهاجر بريسبان وغاز الشرف

عن مصر ومهاجر بريسبان وغاز الشرف

منذ انفجار الصراع الحالي في مصر وقيام الجهات المعنية بمداهمات هنا وهناك شملت جماعات اسلامية معروفة وكذلك جماعات ليبرالية تعمل باسم حقوق الانسان.... والجماعات المذكورة ترد على هذه الحملات والمداهمات بكلام كبير عن الحرية والشفافية المنتهكة ... الخ.

وإذا كانت الجماعات الاسلامية المذكورة قد تورطت في أعمال عنف طالت مؤسسة الجيش المصري (ركيزة الدولة والأمن الوطني الاجتماعي) ومعروفة بعلاقاتها مع الارهاب الدولي , فإن الجماعات الليبرالية شديدة الصلة بمراكز التمويل الأجنبي, وهي حسب تقرير الصحفي المصري فتحي خطاب جماعات تعمل لحساب كونراد اديناور الالمانية وبيت الحرية وصندوق نيد وفريدوم هاوس وراند ومعهد واشنطن والمجتمع المفتوح , ومؤسسات امريكية أخرى....

وحسب صحيفة مصرية اسبوعية (الراصد) فهي جميعا ليست مؤسسات لها هيئة عامة ودفاتر محاسبة حسب الاصول , بل مجاميع صغيرة أو عائلية وتسوق نفسها كمنظمات غير حكومية وغير ربحية فيما ذكر تقرير الزميل خطاب إن مجموع ما تلقته في السنة الأخيرة فقط حوالي 600 مليون دولار.

وتعمل هذه الجماعات كما هو معروف كمراكز دراسات خاصة بالأوضاع السياسية والنقابية و(الاقليات) وحقوق الانسان وحرية الصحافة ... الخ إضافة للوظيفة الجديدة (مواقع وصحف الكترونية) واذاعات وفضائيات وصحف محلية....

والمهم في كل ما سبق هو الحملة المضادة لها على الجيش والتي تجاوزت مصر الى شبكات عربية وغير عربية مماثلة باعتبار ذلك انقلابا على الديموقراطية وحقوق الانسان ... وقد كرست فضائيات معروفة نفسها للتضامن مع هذه الشبكات, وهو ما ذكرني , أولاً بمسرحية مهاجر بريسبان للشاعر والمسرحي اللبناني , جورج شحادة .

وثانيا بنص مسرحي للكاتب التركي الساخر عزيز نسين, هو (غاز الشرف) وفيما تدور أحداث المسرحية الأولى عن سكان (بريسبان) الذين تخلوا عن شرفهم عندما سمعوا ان المهاجر يبحث عن وريث أموال طائلة من علاقة غير شرعية تدور فكرة النص المذكورة حول مدينة قديمة عرفت حضارة تشبه الحضارة الليبرالية الرأسمالية الحالية, وكان سكانها الذين يعيشون تحت الأرض يتنافسون على امتلاك شيء من غاز الشرف ولم يكن الفقراء والشرفاء بوسعهم ذلك لأنه كان باهظ الثمن , فكانت قارورات الشرف موجودة عند النهابين ولصوص المال العام والفاسدين , الى ان تمكن احد الفقراء (طابا لا هورا) من شراء كل قارورات الشرف في المدينة والتخلص منها, وذلك بعد أن فتح بيتا للدعارة وصار أغنى شخص في المدينة...

ولأن الناس في المدن الراسمالية والليبرالية لا يستطيعون العيش بلا شرف على طريقة هذه المدن , توصل العلماء الى اختراع بديل , هو غاز شرف صناعي يشم من مؤخرة القارورة (في تلك المدينة القديمة كانت للقوارير مؤخرات)... وصار للغاز الجديد هيئات ومواثيق دولية منها الاعلام العالمي للشرف الصناعي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com