زيارة للصين القديمة!!..
نجم عبد الكريم
لنخرج – اليوم – عن الكتابة في قضايانا ، المأساوية الراهنة ، وأذهب بكم في سطور قليلة لزيارة الصين القديمة ، التي عكفت على قراءة تاريخها في الأيام الماضية !!..
• الصين القديمة حين كانت نهباً للقبائل الكثيرة المتنازعة ... في القرن السابع الميلادي !!..
كانوا يسمون الحاكم ( امبراطوراً ) .. والامبراطور لا يكاد يأمن على نفسه وعلى عرشه ، من عدوان زعيم قوي مثل هذا الشاب الذي هاجم العاصمة – بكين – فيقتل ، وينهب ، ويحرق ، ثم يطرق أبواب القصر الامبراطوري .. ويخرج له الامبراطور صاغراً ، وحوله زوجاته ، وبناته ، وأولاده !!.. ثم يتحدث بمذلة أمام الشاب :
- يا ابن الشمس الجديد .. يا محبوب بوذا .. أمّا وقد دانت لك الصين ، فاذكر أن مصيرك لن يكون إلا كمصيري .. ومصير كل من سبقوني من الأباطرة .. فافعل بي وبأهلي وبأبنائي وبناتي ما شئت ، ولكن كن رحيماً !!..
فيرد عليه الشاب في قوة وقسوة :
- ماذا فعلت أنت في الامبراطور السابق حين أحرقت العاصمة ، وقتلت رجال جيشه ، ولمّا خرج إليك مستسلماً كما تخرج أنت إليّ الآن ؟!.. أتذكر ماذا فعلت ؟!..
- أعترف إني قتلته وقتلت أبناءه .. ولما راقت لي زوجته الشابة ، أبقيت عليها وتزوجتها فأنجبت لي كل هؤلاء الأبناء ..
- أما أنا فلن أُبقي على أحد من أهلك ، أو من أبناءك وبناتك ، ولو راقت لي إحدى زوجاتك ، أو حظية من محظياتك الألف ، فسأشوه وجهها ، وأُصلم أذنيها ، وأجدع أنفها ، حتى لا ينظر إليها أحد ... ثم صرخ لمن حوله : اقتلوهم جميعاً !!..
* * *
• ذات الشاب الذي حكم الصين عام 601 يعد الامبراطور الوحيد الذي نجا من عدوان كعدوانه هو على من سبقه .. سمى نفسه ( تايت / سونج ) ، وأنشأ أول امبراطورية مستقرة ، دامت ثلاثة قرون ، ووقف من جاءوا بعده سداً منيعاً ضد غزوات اليابان التي كانت تتربص بهم !!..
• ولأول مرة في تاريخ هذه الامبراطورية : تتربع امرأة جميلة ، نادرة الجمال والذكاء ، والوحشية أيضاً .. هي - ﭭو / سان / تسرتين – .
كانت فلاحة فقيرة في الثالثة عشر من عمرها ، انتقالها الى القصر لتغدو الامبراطورة له قصة طويلة !!.. لكن من أجل سلطانها المطلق تنكرت لكل شيء . قتلت زوجها ، وابنتها ، وأربعة من أولادها ، وعشرة من أفراد أسرتها ، وألف رجل وامرأة من الشعب الصيني !!..
• ﭭو / سان / تسرتين الحديث عنها يقتضي مني مقالاً آخر ، فلعبة الحكم على امتداد التاريخ فوق المعمورة ترينا العجب العجاب !!.. ولكن ليس هناك أعجب ولا أغرب من ( داعش ) !!!..