عبد الناصر .. والغباء البعثي في غزو الكويت !!..
عبد الناصر .. والغباء البعثي في غزو الكويت !!..عبد الناصر .. والغباء البعثي في غزو الكويت !!..

عبد الناصر .. والغباء البعثي في غزو الكويت !!..

نجم عبد الكريم

نُشر عن عبد الناصر أنه كان يحذر البعثيين العراقيين ألا يقتربوا من حدود الكويت: وقال لهم ذلك صراحةً، يوم استدعى وفداً عراقياً على مستوى عالٍ جاء الى القاهرة عام 1963 ليتباحثوا معه بشأن عودة الوحدة بشكل ثلاثي بين كل من مصر وسوريا والعراق !!.. فروى للعراقيين هذه الأمثلة:



" انكم تعرفون أن علاقتنا ببريطانيا بعد حرب السويس كانت مقطوعة، وبعد اتصالات طويلة من عدة أطراف دولية بعث البريطانيون دبلوماسياً ليشرف على شؤون الرعايا، وأرسلنا نحن بدورنا دبلوماسياً مصرياً الى لندن ليقوم بنفس المهمة، واعتبروا، واعتبرنا أن هذه خطوة أولى في سبيل إعادة العلاقات بيننا وبينهم، وفي أثناء هذه المباحثات طلب البريطانيون أن يفتحوا خمسة قنصليات لهم في القاهرة، والاسكندرية، وبورسعيد ، ودمشق ، وحلب – حيث كانت الجمهورية العربية المتحدة قائمة – ولم يكن لدينا مانع من ذلك فوافقنا واشترطنا أن تكون لنا أيضاً خمسة قنصليات في بريطانيا وفي الدول التي ارتبطت معها باتفاقيات، وحددناها بلندن، وليفربول، ودار السلام - في أفريقيا-، وعدن، والكويت!!..


وعندما ذكرت لهم اسم الكويت انتفض الدبلوماسي البريطاني وكأن عقرباً لدغه، وقام واقفاً وقال: إننا نوافق على كل ما ذكرت باستثناء الكويت!!..


لم يكونوا على استعداد لقبول قنصلية لمصر في الكويت، ولما هدد عبد الكريم قاسم باحتلال الكويت لم تنتفض بريطانيا وحدها وتنزل جنودها على شواطئ الكويت، بل حتى ايزنهاور – وهو رجل اعتبره عاقلاً – دفع بالأسطول السادس الأمريكي وأنزل قواته على الشواطئ العربية، وكأنهم بالفعل مستعدين لحرب عالمية لو أن مصلحتهم البترولية قد اقترب منها تهديد من أي مصدر !!..


وأقول لكم أيها العراقيون: مهما كانت آرائكم وحججكم القانونية والتاريخية، فأنا لا أنصحكم بإثارتها!!.. إن العالم اختلف، والمنطقة تتغير كل يوم، وعلينا أن نقبل بهذه التغييرات كحقائق واقعة، ولكم أن تتذكروا تجربة مصر مع السودان، حيث كان هناك كلام كثير عن حقوق تاريخية، ووثائق، الى جانب أننا نرتبط بوشائج أخوة وثيقة مع أهل السودان، ولنا مصالح كبيرة متمثلة في المياه، لكننا أدركنا أن البقاء في السودان يعني اعتراضاً على حق أهله في تقرير مصيرهم، فليس من صالح الحركة القومية أن يتم استخدام السلاح بين جارين عربيين، وعليه فإن اصراركم على اعتبار الكويت جزءاً يتحتم عليكم ضمه للعراق، فإنني أقول لكم: معنى ذلك أن دولة الوحدة التي نتباحث بشأنها سوف تجد نفسها لحظة ميلادها داخلة بحرب لا تستطيع تحمل مسؤليتها، وإني أصارحكم القول بأن مصر لن تكون طرفاً بمثل هذه المغامرة، بل ستتصدى لحدوثها !!


فالأمور في الخليج ستحدث فيها تغييرات اجتماعية واسعة ، ونستطيع باطمئنان أن نتفاعل معها في مناخ من الثقة بالمصير العربي الواحد أقوى من أي اعتبارات أخرى مثل غزو يقوم به بلد عربي لبلد عربي آخر"!!..


* * *

• كلام جمال عبد الناصر – رحمه الله – للبعثيين العراقيين الذين كانوا متحمسين لفكرة انضمام الكويت الى العراق قد جعلهم يقبلون به على مضض، وظلوا يتوارثون ذلك بحكوماتهم البعثية المتعددة الوجوه في العراق.. الى أن كشف صدام حسين القناع عن وجهه، وضرب بالموروث الذي التزم به البعثيون السابقون عليه فيما قاله لهم عبد الناصر !!.. فارتكب تلك الحماقة التي أحرقت الأخضر واليابس، والتي لازالت الأمة العربية بأسرها تعاني من ويلاتها !!..


* * *

• ولكن تجربة الكويت بعد أن تحررت من الغزو استمرت بديموقراطيتها وبمناخ الحريات فيها، وإن تعرضت – في السنوات الأخيرة – لمزايدات سياسية داخلية، غذتها أحزاب الاسلام السياسي الذي شمل الوطن العربي بأسره مما أوصلنا في الوقت الراهن لهذا الوضع المزري بل والكارثي !!..

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com