مآزق انفلات تسييس الإسلام !!..
نجم عبد الكريم
البؤر والتوترات التي تكتنف حياتنا المعاصرة باتخاذ الإسلام - السياسي - ورقة للضغط كي تتراشق بها الفرق الإسلامية المتصارعة مع بعضها البعض ، وتُستخدم هذه الورقة أحياناً لمواجهة الأعداء من غير المسلمين !!..
فما نحن عليه في زمن - داعش وغيرها - ليس بجديد في تاريخ الصراعات الإسلامية الإسلامية !!.. حيث أنها بدأت قبل ظهور الإسلام بقرون !!.. وامتدت وتناسلت فصولها الى يومنا هذا !!..
• ولو عدنا الى التاريخ ، فسنقف أمام ( هاشم ) : الرجل الطيب الذي كان يهشم الخبز ليجعله ثريداً يوزعه على الفقراء ، وصراعه مع ( أمية ) ، الذي عُرف ببخله وبأنانيته وبحبه للسيطرة !!..
فهذه الكراهية الممتدة والمتناسلة ، سطرتها الثنائيات التالية :
( هاشم ، أمية ) .. ( عبد المطلب ، حرب ) .. - وبعد الرسالة - ( محمد ، أبو سفيان ) .. ( علي ، معاوية ) .. ( الحسين ، يزيد ) .. وهلم جرا !!..
• وهذا التاريخ من الكراهية المتناسلة قد جعلهم يتفننون باختلاق الظروف التي تأجج تلك الكراهية أكثر فأكثر : ( حرب الجمل ) !!.. ( حرب صفين ) !!.. ( مجزرة كربلاء ) !!.. الخ ..
حتى وصلنا الى أن نقاتل بعضنا البعض في أيامنا هذه ، وقد تنوعت أساليب هذا القتل بأشكال مبتكرة تتراوح ما بين السيف ، والرمح ، والنطع ، الى أن وصلت الى تفخيخ السيارات وتفجير الأحزمة والحرق ، الخ ..
ناهيك عن التفنن في عذابات السجون التي حدثنا التاريخ عنها ، وكان وقودها المسلمين أنفسهم على أيدي أخوانهم المسلمين !!..
• وليس هذا فحسب : فلكل من هذه الكراهية الممتدة أدواتها الاعلامية ، ومؤسساتها الثقافية التي تخصصت في صب الزيت على النار لاستمرار العداوات والمذابح بين المسلمين أنفسهم !!..
• فصحيح البخاري ، يقابله صحيح الكليني !!.. والأزهر الشريف ، يقابله النجف الأشرف !!.. والقيروان ، يقابلها قم !!..
• أما الشعراء والكُتاب ، ممن يأججون الكراهية هنا وهناك !!.. فالحديث بلا حرج ، وفي كل هذا كان الدين يُستخدم كمطية لتركب عليها الفرق المتصارعة !!..
• - والدين الصحيح من كل هذا براء - إلا أنهم قد اتخذوا منه وسيلة للهيمنة والسيطرة الاقتصادية !!.. وجعلوا من يعيش تحت ظل هوية الإسلام ، إنما هم عبارة عن : سادة ، وعبيد !!..
* * *
• النظرية العلمية المعاصرة تستند الى ثلاثة أبعاد :
( السياسة )
( الاقتصاد )
و( المجتمع )
فإذا اختل البعد السياسي ، ينعكس ذلك الاختلال على البعد الاقتصادي الذي يتجرع مرارته الناس في البعد الاجتماعي !!..
• قد يسأل سائل : ما هذه النقلة ؟!..
أقول : هو صراع في معارك مالية انتفاعية !!.. حددها أحد الخلفاء ، يوم جعل الحكم عضوضاً في نسله !!..
ويوم جعل بيت المال ملكاً للحاكم !!..
ويوم استباح كل شيء ، للحفاظ على هذين المكسبين !!..
• انظر حولك لما نحن عليه الآن ، فماذا ترى ؟!.. ستجد أن ما قرره ذلك الخليفة لم يزل سائداً !!..
وبالتالي فإن داعش ليست آخر المطاف !!..