السيسي المنتظر والمرسيح الدجال
السيسي المنتظر والمرسيح الدجالالسيسي المنتظر والمرسيح الدجال

السيسي المنتظر والمرسيح الدجال

محمد سناجلة

يحكى يا سادة يا كرام أنه كان يعيش في قديم الزمان شعب طيب نبيل استوطن أجداده في أرض تسمى مصرويه، وكان هذا الشعب يعيش في بحبوبة وسلام حتى تغيرت به الأيام كما تفعل دائما.

كان يحكم ذلك الشعب الطيب النبيل، رجل جشع أعمى القلب والبصيرة يدعى حسنويه، حكم الناس بالحديد والنار، والخديعة والترغيب والترهيب، وسرق ونهب خيرات الأمة، وخرب الأرض التي كانت أغلى من الذهب حتى عاد ذلك الشعب الطيب الكريم من بحبوحة العيش إلى ضنكها، وبعد أن كان يتبرع بالقمح والحنطة لأقاليم الجوار صار يستوردها بالغالي والثمين من بلاد الغول الكبير المسمى أميركاويه.

طال حكم حسنويه أكثر من 30 عاما صعبة مضنية فلم يجد الشعب الذي عري وجاع بدا من أن يثور عليه وهو ما كان.. خلعه الشعب كما يخلع النعل لكن كان لدى حسنويه جيش كبير من الأتباع المتخفين بين الناس فلم يرضوا بما صار بعد أن تهددت مصالحهم وكادت تنهب ثرواتهم التي جمعوها بالحديد والنار من دم ذلك الشعب الطيب الغلبان.

الشعب الجائع الثائر المطعون بقوته وكرامته اختار رجلا متدينا "من بتوع ربنا" تبدو على وجهه سمات التقى والورع اسمه سيسويه بن فتاحويه ليكون ملكا عليه.

سيسويه هذا يا سادة يا كرام كان في أعماقه رجلا طيبا، بل وحتى ساذجا وأراد فعلا أن يفعل الخير للناس، لكن الغول الكبير أميركاويه الذي خاف من ثورة الشعب، وخشي على مصالحه لم يتركه بحالة بل جعل حوله مجموعة من الأتباع وأحاطه بحاشية سيئة تدعى "أخونيه" صارت تحكم بالخفية من ذلك الملك الطيب الذي كان يصدق ما تقوله له هذه الحاشية السيئة فازداد الشعب جوعا وتعبا، وثار مرة أخرى وهو الذي لم يكد يهدأ بعد.

أنصار حسنويه الذين تهددت عروشهم وثرواتهم الحرام كانوا ينتظرون الفرصة السانحة فركبوا من جديد موجة الثورة والغضب، وصاروا ثوارا بقدرة قادر، وكان هنالك ثعلب مكار يسمى مرسويه بن حمدويه ينتظر الفرصة السانحة ليقتل سيسويه ويعتلي عرش البلاد ورقاب العباد.

مرسويه هذا كان مرهوب الجانب ومحبوبا جدا بين الجنود والعسس، ومرغوبا به من أنصار حسنويه...ثار الناس ضد سيسويه الطيب ونصبوا بدلا منه مرسويه المكار...

المشكلة أنني صحوت من النوم في تلك اللحظة التي صار فيه مرسويه ملكا، ولم أدر بعد ماذا صار فأخذت حبة منوم وشممت شمة هيروين، وعدت للنوم علني أتابع الحكاية... لكن وجدت أن الدنيا "عكس عكاس" واختلطت علي الصور فلم أستطع التمييز بين سيسويه ومرسويه بل صار مرسويه سيسويه وسيسويه مرسويه... الشيء الوحيد الذي بقي على حاله هو الجوع والشعب المضحوك عليه.

--------------

لمتابعة الكاتب:

Facebook: /mohammad.sanajleh

Twitter: @sanajleh

Email: m.sanajleh@eremnews.com

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com