الإرهابيون يخدمون إسرائيل
الإرهابيون يخدمون إسرائيلالإرهابيون يخدمون إسرائيل

الإرهابيون يخدمون إسرائيل

لا أريد الانضمام لجوقة "الليبرالجية" الذين يزايدون على الخواجات في اثبات منافق لحسن النية، ولا أن أقع في فخ "الإخوانجية" الذين يبررون قتل الأبرياء حتى لو كانوا مستفزين بأفكارهم. لكن يهمني في أحداث فرنسا ناتج هام على ما أتصور.

أولا، دعونا من أن ما جرى سيجلب الشقاء للمسلمين في الغرب. ففي فرنسا واحدة من أسوأ قوات الشرطة في أوروبا ـ كما تشير كل التقارير الرسمية للاتحاد الأوروبي سنويا ـ وفيها أيضا أكثر جاليات شمال افريقيا تشددا.

كما أن فرنسا ـ مع بريطانيا وأمريكا ـ تتزعم الاتجاه الدولي بضرورة "تشجيع" ما يعتبرونه "الإسلام السياسي المعتدل" (أي الإخوان ومن شاكلهم) في مواجهة تيار متطرف، متغاضين عن حقيقة أن كل ذلك العنف والإرهاب في منطقتنا وخارجها جذره واحد: ما يشجعونه!

الأهم فيما جرى أن الجماعات الإرهابية ـ وهي تدعي صفة الإسلام ـ تحرف الأنظار والأضواء والأخبار وكل اهتمام العالم عن كارثة بشرية مزمنة في منطقتنا وهي إمعان اسرائيل في العنصرية وترسيخها بغلالة دينية يهودية (بالضبط كما الجماعات الإرهابية لا علاقة لها بأي دين أو قيم انسانية).

فبينما تعاني اسرائيل من أزمة داخلية مع صعود اليمين المتطرف (صنو تنظيم الدولة وما يفعله في سوريا والعراق) ومن انكشاف دولي بحرص الفلسطينيين على السعي لحل سلمي للاحتلال، يضرب المتطرفون ضربة تصرف النظر عن الاحتلال والصهيونية وكأنما هناك تنسيق بين أذرع التطرف على اختلاف ما يتسربل به من ديانات.

في إحدى حلقات مسلسل أحداث فرنسا، ربما كان اختيار محل به أطعمة يهودية مجرد مصادفة لكنه اتسق تماما مع الغرض الأصلي وضاعف من تبعاته بالنسبة للنتيجة التي أراها أهم: فمقابل التضييق على المسلمين يكسب الاسرائيليون نقطة حتى في الداخل الفرنسي.

لا يحتاج الأمر إلى تفسيرات نظرية المؤامرة، فما تقوم به داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية في بلدان المنطقة، وليس فقط في سوريا والعراق بل من اليمن إلى ليبيا مرورا بمصر والسعودية، لا يخدم أكثر من اسرائيل.

أما الجماعات الإخوانية والسلفية ـ وكل جذور الإرهاب وسنده ـ فهي تبدو أحرص من الإسرائيليين على عنصرية دولة الاحتلال في فلسطين لتأكيد زيف التستر بالدين.

هل وضح لنا الآن من يخدم الإرهابيون؟!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com