ثقوب سوداء في ثوب هيكل
ثقوب سوداء في ثوب هيكلثقوب سوداء في ثوب هيكل

ثقوب سوداء في ثوب هيكل

محمد بركة

فارق كبير بين المحبة الجارفة وعبادة الأصنام..

بين الإعجاب المفرط والتقديس...

أعشق الأستاذ محمد حسنين هيكل ولا أضيف جديداً إذا قلت أنني أراه ظاهرة فريدة في عالم الصحافة ورجلاً يمتلك سحر البيان وبهاء الفكرة وأرشيفا من الذكريات مع زعماء القرن العشرين..

كل هذا شيء والقراءة النقدية لمواقفه وتصريحاته مؤخراً شيء آخر. لقد خلفت المواقف الاستفزازية لدولة قطر جرحاً غائراً في وجدان المصريين الذين لم يتصوروا يوماً أن تكون عاصمة عربية هي رأس الحربة في مخطط دولي "معلن" لسرقة أحلامهم، ومع ذلك لم ينتقد الأستاذ هيكل النظام القطري في مسلسل أحاديثه التلفزيونية الذي امتد مؤخراً لأكثر من عشر ساعات، بل لا زال يباهي بصداقته الشخصية مع رموز هذا النظام!

هذا الموقف الصادم فتح الباب أمام البعض ليؤكد أن علاقات "البيزنس" التي تربط أحد أبنائه تمثل الاعتبار الأول والأخير في هذا السياق.

وبالمناسبة فإن الأستاذ الذي طالما انتقد زواج السلطة بالبزنس في عهد مبارك لم يتطرق أبداً إلى حقيقة أن أبناءه هم أحد تجليات هذه الزيجة الباطلة بسبب مشاريعهم مع أبناء مبارك نفسه.

الآن يعبث مشرط هيكل بجثة الإخوان السياسية مشرحاً ومحللاً، لكن الأستاذ لم يعتذر للمصريين عن الشرعية السياسية التي أسبغها عليهم حين التقى مندوبهم في الرئاسة د.محمد مرسي ومنحهم الفرصة ليعايروا الشعب بصورة تجمع بين الطرفين في قصر الاتحادية في الوقت الذي كانت دماء المصريين تفور بالغضب تجاه ممارسات الجماعة، بل إن هيكل تطوع وأعلن عن استعداده لرعاية مبادرة للصلح بين النظام الإخواني والمعارضة على نحو كان سيقطع الطريق أمام الهبة الشعبية ضد تنظيم اختطف البلاد وأذل العباد!

وتحدث الأستاذ حديثاً عابراً عن زيارته لبيروت ولقائه بالسيد حسن نصر الله، لكنه لم يشرح للمصريين لماذا يلتقي رجلاً يهاجم جيشهم ويطعن في مصداقية ثورتهم في 30 يونيو وإذا كانت الدولة المصرية تعتمد سياسة "الباب الموارب" في أزماتها الإقليمية، فإن الأستاذ هيكل بحكم اسمه وتاريخه ليس مضطرا للخضوع لحسابات الأنظمة.

المدهش أن الرحلة البيروتية لم تقتصر على ذلك، وإنما قبل الأستاذ شهادة تكريم من سفير بشار الأسد في لبنان رغم الدماء التي يغوص فيها الشعب السوري بسبب جرائم النظام والمعارضة التكفيرية على حد سواء ...

وتضيق المساحة فأختم قائلاً : إنها كلمات مكتوبة بحبر المحبة والعتاب والرغبة في الفهم مع الإصرار علي ألا تعمينا البخور المحترقة في معبد هيكل عن رؤية علامات الاستفهام الحائرة المتعلقة بمواقفه مؤخراً وما أكثرها!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com