الأزهر .. رسالة محبة و همسة عتاب
الأزهر .. رسالة محبة و همسة عتابالأزهر .. رسالة محبة و همسة عتاب

الأزهر .. رسالة محبة و همسة عتاب

محمد بركة

(1)

يكن المسلمون في مشارق الأرض و مغاربها محبة جارفة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور احمد الطيب ، نموذج الاستنارة و الاعتدال ، الحاصل علي الدكتوراه من جامعة السوربون ، و المتصوف الأعظم الخارج مثل زهرة يانعة من ارض جنوب مصر وتحديدا أسوان ، بلد الطبيعة الخلابة و الأولياء و التسامح و الفطرة النقية . غير أن تلك المحبة لن تمنعنا نحن محبي الشيخ و أنصاره إلي الله أن نرصد علامات الأزمة حين تلوح في الأفق الملبد بسحب التطرف و ندق ناقوس الخطر حين نري وردة الاعتدال في مهب ريح عاصفة !



لقد كان اختراق الأزهر الشريف هدفا مقدسا لجماعة الإخوان عملت بدأبها المعهود علي تحقيقه عبر عشرات السنين ، وحين وصلت إلي سدة الحكم في لحظة هاربة من الزمن من تاريخ المصريين ، تعمدت الإساءة للشيخ و كشفت عن خلاياها النائمة في المؤسسة الدينية الأولي لدي السنة ، بهدف توفير غطاء شرعي لمخطط تقسيم المنطقة برعاية أمريكية .


و الآن لم يعد سرا قوائم الاختراق الاخواني و التي وصلت إلي عمق أعماق مشيخة الأزهر، فمن نائب إلي رئيس تحرير مجلة ناطقة باسم المؤسسة إلي مدير مكتب فني إلي مستشار قانوني يحظي بعضوية جميع اللجان.... إلي آخر القائمة التي لم تعد غريبة علي الرأي العام في البلاد . الكل ينتظر الخطوة القادمة لفضيلة الإمام .. و متى يتحرك بهدف إعادة الأمور إلي نصابها ؟

(2)

و الحق انه لا يملك أي عربي "مسلما كان أم مسيحيا" يغار على الأزهر وتاريخه المضيء كشعلة نور تخيف دعاة الظلام، وجدار عازل أمام موجات الغزو الفكري والطائفي التي تستهدف الأمة، سوى أن يتابع بقلق بالغ دراما المحاولات الاخوانية لتعطيل مسيرة الأزهر في تطوير الخطاب الديني و التشويش علي جهود فضيلة الإمام الأكبر حفظه الله، الرجل الذي لا يخشى في الحق لومه لائم فجزاه الله عن كل مصري ومصرية خيرا بقدر مواقفه الوطنية التي سيخلدها التاريخ.


وكي نتصور معا دقة الموقف، يكفى فقط أن نعرف أن أحد هؤلاء المحسوبين علي الجماعة المتطرفة هو شخص بلا خبرة أو مؤهلات ، سافر إلى خارج البلاد بصفته الأزهرية 35 مرة في اقل من عام ونصف وأصبح عضوا في جميع لجان المؤسسة بما فيها لجنة تعيين عمداء الكليات بجامعة الأزهر، بينما آخر يصرح في فيديوهات موثقة بأن ثورة 30 يونيو الشعبية ما هي إلا انقلابا عسكريا قمعيا، ويدعو صراحة إلى الخروج على القيادة الحالية المنتخبة ، فيما يعد ثالث احد القيادات التاريخية للجماعة الإرهابية وله تصريح شهير بأن فض اعتصام "رابعة" المسلح ما هو إلا "مقتلة" يندى لها جبين الإنسانية!


وحدها المحبة الجارفة للأزهر، عنوان الاستنارة، ورمز الوسطية، ومصنع العلماء، ومفجر الثورات على الظلم والاستعمار بالتاريخ المصري الحديث، هي من تجعل الغيورين عليه، وعلى الكنانة يحذرون من خلايا الشر النائمة التي تسعى في خراب البلاد والعباد، ولا يرقبون في الشيخ الجليل إلا ولا ذمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com