الإعلام والمصالحة القطرية
الإعلام والمصالحة القطريةالإعلام والمصالحة القطرية

الإعلام والمصالحة القطرية

شوقي عبد الخالق


الخطوة السابقة كانت هي الأصعب على الإدارة السياسية للطرفين لكنها حملت نتائج إيجابية عدة، أهمها إنهاء صراع المستفيد الأول منه هي الجماعات المتطرفة والإرهابية، فضلاً عن تأثيره المباشر وغير المباشر على الاقتصاد العربي بشكل عام، بالإضافة إلى تخلص القاهرة من إزعاج أداة إعلامية مثّلت عامل هدم كبير خلال الفترة الأخيرة في الداخل المصري.


أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين رفعوا القبعة لقناة الجزيرة في الماضي كانوا أول المهاجمين للقناة والدولة القطرية حين اتخذت قرارها الجرئ أمس، ما يؤكد أن ذلك التنظيم موسوم بالعدائية حتى لأقرب المتحالفين معه، ويعمل بمنطق من "ليس معي فهو ضدي".


لا يمكن النظر لأي دولة سواء عربية أو أجنبية باعتبار حجمها الجغرافي أو موقعها فحسب، بل تمتد المعايير لتشمل عناصر أخرى عديدة، بعضها دبلوماسي أو سياسي أو اقتصادي، ما يعني أن القيادة السياسية للدولتين كانت أكثر رشدًا من تصرفات أو تصورات العديد من الدوائر السياسية أو الحزبية في الداخل المصري.


عودة العلاقات لمجراها الطبيعي بين القاهرة والدوحة غير مقتصر على إغلاق قناة الجزيرة فحسب، بل يمتد كما ذكرت آنفًا لمجالات أكثر أهمية، وإن كانت الخطوة القطرية السابقة تشير إلى نيتها تعديل سياستها تجاه مصر، وهو ما لاقى ردود فعل إيجابية من الدوائر المصرية المختلفة.


لن يُعقد مؤتمر القمة الاقتصادية بشرم الشيخ خلال مارس المقبل قبل عودة مياه العلاقات المصرية مع كافة دول العالم إلى مجراها الطبيعي بحسب تصورات القيادة السياسية في مصر، وهي رؤية نابعة من عين ثابقة غير متهورة أو متشنجة كما أراد لها البعض أن تكون.


في تصوري أن الدولة التركية مطالبة خلال الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضي بالاقتداء بحليفتها قطر، ووقف التدخل في الشأن الداخلي لمصر تتبعها عودة العلاقات لطبيعتها، وإن بدا ذلك من تصريحات متواترة لبعض المسئولين، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيظل لفترة أراها غير كبيرة متمسكًا بالعناد حتى يصبح الواقع حتميًا للعودة لأحضان القاهرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com