رحم الله ( جورج حبش ) .. مع الاعتذار ( لعرفات ) !!..

عام 48 في الجامعة الأمريكية في بيروت تأسست حركة القوميين العرب كردة فعل مباشرة لإنشاء دولة الصهاينة ، يقودها جورج حبش ونخبة من المثقفين الفلسطينيين والعرب ممن هزت مشاعرهم تلك الكارثة .

ثم ظهرت بعد ذلك بسنوات العديد من الفصائل الفلسطينية تحت مسميات عدة أبرزها : حركة فتح التي تأسست في الكويت في أواخر الخمسينات ، لتضم هي الأخرى نخبة من الفلسطينيين من ذوي الاتجاهات المختلفة !!..

ثم استمرت هذه المنظمات ما بين الظهور والضمور على حسب الظروف الموضوعية المحيطة بها ، الى أن برز أحمد الشقيري وبتأييد من قاهرة جمال عبد الناصر لتُنشأ منظمة التحرير الفلسطينية ، وجعلها المظلة التي تضم كافة الفصائل التي أشرنا إليها .

ولست هنا بصدد سرد تاريخي لنشأة المنظمات الفلسطينية ، ولكن ما دفع بي لهذه المقدمة – التي كان لابد منها – هو ما يجري من أحداث في الأراضي الفلسطينية ، بعد استشهاد المناضل أبو عين .

وتصوري للموقف الذي أرجو ألا ينتهي بتصريحات متشنجة ، سرعان ما تخف وطأتها وينتهي الحدث في طي النسيان كغيره من الأحداث الأكثر والأقل فداحة على الساحة الفلسطينية !!..

• وعندما بدأت المقال بالحديث عن مدرستين للقضية الفلسطينية ، أعني بهما مدرسة جورج حبش التي دعت الى النضال ، ومارسته قولاً وعملاً ، وهذه الحركة جوبهت بمقاومة شديدة من بعض الأنظمة العربية والدول الأجنبية الكبرى ، لكنها استمرت في طريقها برغم كل التحديات !!..

يقابلها من الجانب الآخر فتح ، بقيادة عرفات التي اختطت لنفسها هي الأخرى مسارين : نضالي عملياً ، وسياسي ، ثم انتهى بها المطاف الى اللجوء للحلول السياسية فقط ، فأعلنت اعترافها بدولة اسرائيل في الجزائر في الثمانينيات !!.. والتي أثمرت نتائجها دخول المنظمات الى الأراضي الفلسطينية بشكل محدود ، وتحت شروط وضوابط صارمة تسببت بالكثير من الكوارث والمعاناة للفلسطينيين ، حتى راح ضحيتها المُنظر لها – عرفات – مقتولاً بالسم !!..

نحن الآن وبعد تجارب فاشلة كثيرة ، كاتفاق أوسلو وتبعاته ، والاتفاق الأمني وتبعاته ، وعدم التوقيع على بيان روما وما تسبب به التأخير في تنفيذه من اشتداد الجرائم الصهيونية نتسائل :

من من هاتين المدرستين كان على صواب فيما كان يدعو إليه ؟!..

عرفات – رحمه الله – وهذه الكوارث الممتدة ؟!..

أم جورج حبش الذي كان نضال فصيله سبباً بجعل اسرائيل ترضخ للسماح لعرفات وما يمثله بالدخول الى فلسطين ؟!..

• أنا كمواطن عربي أُناشد كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس : لقد آن الأوان أن تعودوا الى النضال وتحرروا أنفسكم من الأغلال التي قيدتكم بها المزايدات السياسية عربياً وعالمياً ، ولتكونوا فلسطينيين مناضلين في خندق يوحدكم بعد أن تلقيتم الصفعات تلو الصفعات ممن كانوا يزايدون عليكم !!..

• لعل استشهاد أبو عين هو شرارة الانطلاق لتوحيد صفوفكم من أجل قضيتكم العادلة !!..