الفن وناسه والإرهاب
الفن وناسه والإرهابالفن وناسه والإرهاب

الفن وناسه والإرهاب

أمور وأشياء كثيرة تحاصرني وتدفعني للحزن والتزام الصمت أحيانًا.. أشعر بالحزن بسبب حالة التردي التي فرضت نفسها على الأعمال الفنية، ففي الدراما أصبحت لغة الحوار مليئة بالإسفاف والابتذال، وفي الغناء اختفت الكلمة الحلوة وحلت محلها كلمة منحلة، وسيطرت على الفضائيات أغان تخاطب الغرائز. أندهش عندما أجد مطربة تغني وهي على السرير ولا أعرف ما هي المتعة في تقديم هذه الصور المليئة بالابتذال.

أشعر بالحزن بسبب مستوى الإعلام. شاهدت حلقة تجمع بين المنتج محمد السبكي والمنتج محمد حسن رمزي، وفوجئت بالسبكي يصدر صوتًا من فمه، أبسط وصف يقال فيه إنه قليل الحياء، وفي المقابل التزم المنتج محمد حسن رمزي بالصمت، وبدا مندهشا مما حدث. الغريب أن المذيع تامر أمين راح يضحك وكأن ما حدث شيء عادي ولطيف، واكتفى بخروج فاصل وعلى وجهه ابتسامة غريبة.

كنت أتمنى أن يعتذر المذيع وتعتذر إدارة القناة وتمنع هذا الضيف من دخول استديوهاتها لأنه لم يحترم قدسية البيوت ولم يراعِ الآداب العامة.

نحن باختصار نعيش حالة من الانفجار ونحتاج إلى ثورة أخلاق ثورة تحافظ على الأشياء الطيبة وتعيد الحياة إلى أشياء جميلة ماتت بفعل الظروف السياسية الصعبة التي عشناها على مدار الخمس سنوات الأخيرة.

أشعر بالحزن أيضا كلما وقع حادث إرهابي وراح ضحيته شباب كانوا يبحثون عن الحياة ويتمنون العيش في أمان وسلام.. الإرهاب لن يتوقف بجهود الجيش والشرطة فقط، لكن بجهود الجميع، فالفنان مطالب بتقديم أعمال فنية تفضح سلوك الإرهاب وتحارب التطرف الديني، والإعلام مطالب أيضا بتقديم أشياء تهم الناس. الإعلام في أوقات كثيرة يهتم بحوادث فردية ولا يعبأ بالمصلحة العامة.

فى النهاية.. أريد الإشارة إلى أن حوادث الإرهاب التي تملأ سيناء والحوادث التي تملأ أقسام الشرطة وجرائم التعدي الجنسي على الأطفال أمور تكشف أننا في حاجة ماسة إلى ثورة أخلاق حقيقية... رغم حزني الشديد مازلت متمسكًا برائحة الأمل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com