ترمومتر الثورة
ترمومتر الثورةترمومتر الثورة

ترمومتر الثورة

شوقي عبدالخالق

أعلن المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية طرح دستور ثورة 30/6 للاستفتاء في منتصف يناير المقبل، وذلك بعد أن تم تعديل كافة النقاط والبنود المقيدة للحريات في دستور الإخوان وإعطاء الفقراء وأصحاب المهن الحرفية والعمالة الموسمية والمؤقتة حقوقاً في كافة جوانب الحياة، بما يضمن للجميع حقوقاً متساوية وحياة كريمة وكرامة إنسانية، وهي الشعار الأهم الذي خرجت من أجله ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.

وبهذا أصبحت الكرة في ملعب الشعب المصري، الذي تراهن القيادة السياسية للبلاد على حماسه وحبه لوطنه، وهو ما دفعه للخروج للإطاحة بنظامين خلال أقل من 3 أعوام، رافضاً الاستبداد والظلم ومصمماً على تحقيق مطالبه، التي لا تتعدى الرغبة في حياة كريمة وكرامة إنسانية لمواطن في وطنه، ليعبر الشعب المصري أمام العالم بأكمله عن ثورته المجيدة، التي يحاول أصحاب المصالح النيل منها ووصفها بـ"الانقلاب" ليشهد العالم في موعد الاستفتاء على الدستور على عرس ديمقراطي جديد بطله الشعب المصري مصدر السلطات، وهو ما ينتظره الكثيرون من المتربصين قبل المحبين في محاولة لاستكمال حملة تشويه الثورة العظيمة التي حررت مصر من الاستعمار الإخواني.

وخلال الأسابيع المقبلة وحتى موعد الاستفتاء على الدستور، ستلجأ جماعة الإخوان لتصعيد عمليات العنف والضغط على النظام الحالي بالعديد من العمليات الإرهابية، في محاولة منهم لبث الرعب والخوف في قلوب المصريين، ليبتعدوا عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور الجديد، واستغلال الإقبال المتواضع (حسب ما يأملون) للتنديد بالثورة العظيمة، وإعطاء غطاء سياسي ودولي لما يروجون له من أنّ ما حدث في مصر هو انقلاب وليس ثورة، وسيعوّلون على الإقبال الضعيف للاستفتاء بحجة أن الشعب المصري غير راضٍ على ما يحدث في الشارع السياسي، وغير قادر أيضاً على التعبير عن رأيه بحجة القهر الذي يتعرّض له الشعب من الأجهزة الأمنية.

ورغم عدم منطقية تفكير الإخوان، لأنّ الشعب الذي استطاع أن يطيح بنظامين كل منهما له مقومات قوة غير عادية خلال ثلاث سنوات فلن يقبل بأي نوع من القهر من جديد، إلا أننا أصبحنا الآن في مواجهة شعبية أمام العالم كله، ونؤكد أن خروج ملايين المصريين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور هو الترمومتر أو المقياس الحقيقي لنجاح ثورة 30 يونيو.

ومن ثم تراهن القيادة السياسية على نزول الملايين لصناديق الاقتراع دون أدنى اهتمام بما سيحاول الإخوان من خلاله ترويع المواطنين، للتأكيد على أن ثورة الإطاحة بالإخوان شارك فيها ما لا يقل عن 35 مليون مصري، وهو رقم أتمنى أن يزداد في الاستفتاء على الدستور، لتشهد كل المنظمات الدولية والحقوقية وكافة حكومات العالم على ملحمة تاريخية جديدة للشعب المصري.

وعلى هذا الشعب العظيم، أن يدرك جيداً أن مشاركته في تحقيق أول أهداف ثورته هي أولى خطوات خارطة الطريق وهو ما يعني نجاح الثورة فعلياً على أرض الواقع، ودولياً من خلال اعتراف الجميع بثورة يونيو العظيمة، ونكرر ونؤكد أن يوم الاستفتاء سيكون "ترمومتر" الثورة، إما النجاح وهو ما نسعى إليه، وإما لا قدر الله الفشل وهو نجاح للإخوان وأنصارهم من القتلة والإرهابيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com