الخواجة والإخوان
الخواجة والإخوانالخواجة والإخوان

الخواجة والإخوان

أحمد مصطفى


وإذا كان إخوان تونس تعلموا من أخطاء إخوان مصر بألا "يختطفوا البلاد والعباد" وسعوا للمشاركة فإن ذلك لم يمنع أن اختبار الناس لهم في السلطة لم يكن ايجابيا تماما.
طبعا لا وجه للمقارنة مع إخوان ليبيا وميليشياتهم الإرهابية التي أدخلت البلاد في دوامة عنف ودم لأن الناخبين أبعدوهم عن البرلمان بعدما خبروهم في السلطة منذ الإطاحة بنظام القذافي.


وعلى طول شمال إفريقيا يبدو التأييد الشعبي للإخوان وأتباعهم في تراجع، مع هذا يصر الأمريكيون والأوروبيون على ضرورة وجودهم في السلطة.


ومع احتوائهم في المغرب وانتهائهم بعد عقد من العنف في الجزائر لم يبق سوى وجودهم المسلح في ليبيا، ويظل اصرار "الخواجة" على أن يشاركوا في الحكم رغم رفض الناس لهم.


الحقيقة، الخواجة معذور فهو يدرك أن الإخوان وأمثالهم هم الأقدر على حماية مصالحه بأكثر مما يريد ـ أو هكذا قدموا أنفسهم منذ سنوات طويلة. لكن يصعب فرض ذلك على الناس.


ومحنة الخواجة أن حيلة الإخوان والجماعات المماثلة لم تعد تنطلي على الناس العادية، فقد قبلهم الناس وتعاطفوا معهم في ظل حكم ديكتاتوريات فاسدة على أنهم "ناس بتوع ربنا" أي يخافون الله في البلاد والعباد.


لكن وجودهم في السلطة ـ خاصة في مصر ـ كشف انتهازيتهم وعنجهيتهم الفارغة وكذبهم وغدرهم بشكل لم يسبق للناس أن تصوروه ويبتعد عن قيم أي دين.


وبدأ الناس يربطون بينهم وبين جماعات العنف التي انبثقت عنهم، ويجد الخواجة الآن معضلة اخرى في مواجهة الإرهاب الذي يصعب الا ترجعه إلى جماعات الإسلام السياسي في الوقت الذي يدعم فيه مشاركة الإخوان في السلطة في أي من بلاد المنطقة.


يا عيني على الخواجة لما تدور عليه الأيام وتصبح كل خططه واستراتيجياته محل سخرية صناديق الانتخابات التي يروج لها على أنها سبيل الحداثة والعصرنة واللحاق بركبه المتقدم.


وأيضا حين يصبح الخواجة في وضع يكاد ينكشف فيه لشعوب المنطقة انكشاف الإخوان حين حكموا.


لا أكذبكم القول، ليس اشفاقا على الخواجة ولا تشفيا فيه، إنما هي بعض راحة لوعي الناس المضطرد وبعض خشية من قدرة الخواجة والإخوان على التلون والتضليل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com