دموع على خد ملكات الجمال
دموع على خد ملكات الجمالدموع على خد ملكات الجمال

دموع على خد ملكات الجمال

غادة خليل

بباقة من الورود وتاج مرصع بالأحجار النفيسة تخرج على حشود الجماهير الملهوفة وهي حاملة تلك الملامح الفاتنة وذلك القوام المنحوت الذي جعلها تحظى باللقب الأغلى عالميا.

هي فتاة قد نراها جميعا عادية، لكن لجان التحكيم قررت أن تُجلسها على عرش أنوثة الكرة الأرضية، فتبدأ الأضواء في مطاردتها وعواصم الدنيا تعاملها معاملة الملوك والرؤساء.

إذا تطرقنا لمعايير و كواليس مسابقات الجمال على مستوى العالم، سنجد أن المتسابقات - قبل ما يقفن أمام لجنة التحكيم - يخضعن إلى عدد من الاختبارات والتدريبات القاسية التي يتم اجراءها تحت إشراف لجان مختصة تقوم بدورها باعداد كل متسابقة الى التعبير عن مستواها الجمالي و الثقافي والمعرفي، مما يعكس شخصيتها ومدى ثقتها بنفسها.

و وراء المسابقات التي تحتفي بجمال المرأة ومواهبها، يقف بيزنس كبير و صناعة ضخمة بمئات الملايين من الدولارات التي يحركها عدد كبير من الشركات والمؤسسات التي ترعى هذا النوع من المسابقات، مثل شركات المكياج والأزياء والمجوهرات ومحطات التلفزة التي تجني أرباحا مادية هائلة.

و لا يقف الأمر عند ذلك التاج الثمين والهدايا القيّمة، وإنما يتعدى ذلك إلى أدوار إنسانية توكل إلى الفائزة الأولى بلقب مس يونيفرس التي تحظى على امتداد ولايتها باستقبال الملوك والأميرات في الدول التي تحل بها.

وقد انبثقت عن المسابقة العالمية الشهيرة العديد من المسابقات المماثلة التي يتم الاعلان عنها على مستوى الدول نفسها، واحيانا على مستوى القارات. لكن لماذا تحولت هذه المسابقات الى صراع لا ينتهي؟

لقد تبدلت من مناسبات للاحتفاء بالأنوثة الى موسم لتبادل الاتهامات و الهجوم والعنصرية، بل و تطرق الأمر الى ما هو ابعد من ذلك، فبدلا من أجواء الترقب و الإثارة و الجدل الذي لا ينتهي و الأسئلة المشروعة حول الجمال بين الفطرة البسيطة و الصناعة الثقيلة، اصبح الأمر يتطلب اكثر من ذلك، فبينما كنت اتصفح الاخبار هذا الاسبوع وجدت اعلانا مثيرا حول مسابقة لملكات الجمال تدعى “ميس اوستلاند” التي اعلنت عن شروط قبول مشددة للمتنافسات الطامحات إلى اللقب. كل متنافسة يجب أن تكون نازيّة، تكره اليهود و منضمة إلى جماعة الشبكة الاجتماعية لهتلر. وبالرغم من أنها مسابقة لاختيار ملكة جمال، الا أن المنظمين يشترطون على كل متنافسة أن تبعث برسالة إلى جانب صورتها تشرح فيها سبب اعجابها بـ “هتلر".

فهل اصبحنا غير قادرين -الى هذا الحد- على تذوق الجمال، أم أننا نسيء التعامل معه؟

عزيزتي حواء ..الجمال حالة موجودة بداخلنا جميعا ..تظهر عندما نتصالح مع انفسنا ونتخلص من أعباء الحسد و الحقد و نسمو فوق المعارك الرخيصة، باختصار.. كن جميلا تري الوجود جميلا!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com