الرئيس اللبناني على سكّة القطار السعودي الإيراني

يبشّر هذا التناغم بين الرياض وطهران بالخير سواء بالنسبة لسوريا أو لبنان البلد الصغير المنشطر بمكوّناته بين قطبين إقليميين يتحسّن وضعه السياسي والأمني والإقتصادي إذا اتفقا وتخرب الدّنيا فوق رأسه إن تخاصما.

وبالتالي ينتظر اللبنانيون بشوق التبدّل المناخي السياسي الإيجابي بين الدّولتين. وبحسب الجوّ الدبلوماسي السائد فإن العراق سيشكّل حقل تجارب لمدى صلابة الاتفاق غير المعلن بعد بين الرياض وطهران، وثمة حاجة الى الإنتظار بضعة أشهر بعد لكي تتبلور الأمور بشكل واضح، وهذه الأشهر لن تقلّ عن ستّة بعدها ترصد احتمالات النجاح أو الفشل.

وإذا كان المشهد السوري قد تراجع الى خلفية بعيدة بسبب تعدد الحرائق المشتعلة في المنطقة بدءا من العراق- وهو الأهم- مرورا بغزّة وليبيا فإنّ اللبنانيين يعوّلون على أن يشكل بلدهم أولويّة بملفاته المتراكمة والمعقّدة.

وتشي الأجواء الدبلوماسية بأن لبنان سيكون الملفّ التالي المرشّح للحلّ في حال ترسّخ الوضع العراقي وذلك بعد تنصيب العبادي والإطمئنان الى الوضع الجيد للسنة العراقيين ومنحهم حقوقهم في السلطة السياسية التي يعتبرون بأنهم أبعدوا عنها قسرا على مدى من أعوام من حكم المالكي الذي تحوّل الى دكتاتور على مناصريه قبل خصومه.

ويبقى الملفّ الرئاسي اللبناني هو الشغل الشاغل للبنانيين الذين يعوّل قسم منهم على مقايضة بين الحلّ العراقي والرئاسة اللبنانية بين إيران والسعودية. لكنّ المناخ لا يشي بذلك، فما ستقدّمه السعودية لإيران لن يتعدّى حدود العراق من حيث تشجيع السنّة على الإنخراط في العمل الحكومي أو تعيين سفير للمملكة في العراق بعدما غاب أعواما اعتراضا على المالكي.

أما لبنان فإن بورصة الأسماء الرئاسية فيه لا تزال مفتوحة على مصراعيها ولا يوجد إسم يتقدّم آخر.

العماد ميشال عون هو من المرشحين المتقدمين لكنه لا يبدو مفضلا لغاية اليوم لدى سائقي القطار الإقليمي، وتشي الأجواء بأنّ الإنفراج الرئاسي اللبناني سيكون قريبا من غير أن ترتسم بعد صورة الرئيس العتيد.