قصائد الشعراوي في الغزل التي لا يعرفها أحد!
قصائد الشعراوي في الغزل التي لا يعرفها أحد!قصائد الشعراوي في الغزل التي لا يعرفها أحد!

قصائد الشعراوي في الغزل التي لا يعرفها أحد!

محمد بركة

خواطره في تفسير القرآن الكريم شجرة وارفة الظلال نهرع إليها كلما اشتد عطش القلب إلى جرعة إيمان وما أكثر عطشه!

في السطور القادمة محاولة للتعرف على ملمح آخر من ملامح سيد الدعاة الإمام محمد متولي الشعراوي الذي تربى جيلنا على عوده النحيل وصوته الواهن الحنون ...

كان رحمه الله مُغرماً بالشعر باعتباره ديوان العرب وغواصاً في بحور البلاغة ومتذوقاً لمواطن الجمال في اللغة. وحول أسلوبه في الشعر كان يقول: حرصت على أن أتجه في قصائدي إلى المعنى المباشر من أقصر طريق. بغير أن أحوم حوله طويلاً. لأن هذا هو الأقرب في الوصول إلى أعماق القلوب. خصوصاً إذا ما كانت الكلمات بسيطة وواضحة وتخاطب العقل أيضاً وهو ما يغلب في الوقت نفسه على أحاديثى في تفسير القرآن.

واللافت أن موهبة الشعر ظهرت لدى مولانا مبكراً وها هو يلقي قصيدة عصماء في حفل تأبين شهداء مذبحة كوبرى عباس والتي دبرها الإحتلال الإنجليزي الغاشم. وراح ضحيتها الأبرياء من طلبة وشباب مصر. والتي يقول مطلعها:

نداء يا بني وطني نداء

دم الشهداء يذكره الشبابُ

وهل نسلو الضحايا والضحايا

بهم قد عز في مصر المصابُ

شباب برَّ لم يفْرق. وأدى

رسالته، وها هي ذي تُجابُ

فلم يجبن ولم يبخل وأرغى

وأزيد لا تزعزعه الحِرابُ

وقدم روحه للحق مهراً

ومن دمه المُراق بدا الخِضابُ

وآثر أن يموت شهيد مصر

لتحيا مصر مركزها مُهابُ

وكان الشعراوي بحسه الساخر الذي يمزج بين خفة الظل وسرعة البديهة - شريطة البعد عن الابتذال - قادراً على ترويض أشرس الخصوم في معارك أدبية ومباريات بلاغية لا تخلو من لمسة كوميديا، ويروي الشيخ في هذا السياق واقعة بالغة الدلالة حين واجه الشاعر عبدالحميد الديب، أحد أشهر الظرفاء في النصف الأول من القرن العشرين.

يقول الشعراوي: حدث أيام الجماعة الأدبية التي كنت أرأسها نحو عام 1928. والتي كانت تضم معي أصدقاء العمر الدكتور المرحوم محمد عبدالمنعم خفاجي والمرحوم محمد فهمي عبداللطيف وكامل أبوالعينين وعبدالرحمن عثمان رحمه الله.

حدث أن كانوا على صلة صداقة مع شاعر مشهور وقتها بطول اللسان والافتراء على أي إنسان اسمه عبدالحميد الديب، صاحب قصيدة دع الشكوى وهات الكأس واسكر.

والذي لم يسلم أحد من لسانه و كان يعيش على هجاء خلق الله إلى أن يمنحوه مالاً. وجاءت ذات ليلة سيرتي أمامه.

وقال له الأصدقاء أعضاء الجماعة الأدبية عن كل ما أقرضته من قصائد شعرية. فرد وقال: الشيخ الشعراوي شاعر كويس. ولكن لا يصح أن يوصف بأنه شاعر. ولما سألوه: لماذا؟ قال: إن المفترض في شعر الشاعر أن يكون موجوداً في كل غرض. وهو لم يقل شعراً في غرضين بالذات ولما حكوا لي عن هذا الذي قاله الشاعر محجوب عبدالحميد الديب. قلت لهم أما أنني لم أقل شعراً في الغزل. فأرجو أن تبلغوه بأنني أقرضت الشعر في الغزل أيضاً. لكنه غزل متورع. وانقلوا إليه الأبيات عني. والتي قلت فيها:

من لم يحركه الجمال فناقص تكوينه

وسوى خلق الله من يهوى ويسمح دينه

سبحان من خلق الجمال والانهزام لسطوته

ولهذا يأمرنا بغض الطرف عنه لرحمته

من شاء يطلبه فلا إلا بطهر شريعته

وبذا يدوم لنا التمتع ها هنا وبجنته

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com