رسائل هولاند للبنانيين
رسائل هولاند للبنانيينرسائل هولاند للبنانيين

رسائل هولاند للبنانيين

مارلين خليفة

تتلاحق الزيارات الدولية الرفيعة الى لبنان بشكل متسارع ولافت: من المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية فيديريكا موغيريني الى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وصولا الى رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند الى زيارة مرتقبة في أيار (مايو) المقبل لوزير الخارجية الفرنسي جان-مارك إيرولت، ما يشي بحركة تسويات تنضج شيئا فشيئا على نار خفيفة يطلق عليها بعض المحللين تسمية "سايكس بيكو" سياسية وليست جغرافية هذه المرّة.

وكأن هذه الزيارات مبرمجة فعليّا بنفس الخطى، فالقاسم المشترك بين كبار الزوار هو زيارتهم لمخيم نزوح سوري لا سيما في البقاع والشمال.

في زيارة الرئيس الفرنسي حصل اعتراف دولي وفرنسي مجدد بدولة لبنان بالرغم من الفراغ الرئاسي، وهي شدّت العصب الأمني في لبنان مع ضغط فرنسي متجدد بضرورة إعادة إحياء المؤسسات الدّستورية اللبنانية بدءا برئاسة الجمهورية. ولفرنسا دور كبير في إعادة إستنهاض وإنتاج رئاسة الجمهورية اللبنانية، وسيكون لها الدور الريادي والفعال بالرغم من محاولة البعض التخفيف من دورها.

وفرنسا بحسب ما نقل عن الرئيس هولاند ممتعضة جدّا من غياب رئيس لبناني، وحين يكرر المسؤولون الفرنسيون تضامنهم المطلق مع لبنان فهم يعنون بذلك المؤسسات اللبنانية. لكن ذلك كلّه لا يعني بأنّه لا يوجد دور مهم ملقى على عاتق اللبنانيين. وهذا ما سمعه أقطاب السلطة في لبنان من الرئيس الفرنسي هولاند الذي جمعهم في ما يشبه الى حدّ بعيد إجتماع "سان سان كلو" الذي انعقد في فرنسا إبان الفراغ الرئاسي عام 2007. وقد سمعوا من هولاند كلاما صريحا عن مسؤوليتهم في تخطي الخلافات الإقليمية للقيام بما تمليه مصلحة لبنان.

بأي حال فإن دور فرنسا سيكون كبيرا في الإستحقاق الرئاسي المقبل، وإذا كان الإطار الإقليمي المناسب وخصوصا بين السعودية وإيران يرسم بريشة الدبلوماسيين البطئية، فإن بدء اكتمال اللوحة سينعكس حتما على لبنان الذي سيشهد انتخابات رئاسية فورية تكون إيذانا ببدء الحلول في المنطقة برمّتها.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com