تقارير: واشنطن أنفقت 17.9 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب
هذه ليست رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، أين هو وأين نحن؟ حدودنا كتابة رأي، و«رحم الله امرأً عرف قدر نفسه»، فالناس مقامات، وبايدن يحتل المقام الأول عالمياً، فهو رأس الدولة الأكبر والأقوى والأغنى، لديه من المقوّمات ما يجعله الأول دون منازع، والآخرون يأتون بعد ذلك، وعلى مسافة بعيدة جداً.
هذا ترحيب، اتفقنا أو اختلفنا معه ومع بلاده، يفرض الواجب علينا أن نعمل بأصلنا، وهذه عادة من عاداتنا المحببة والمتجذّرة في مجتمعاتنا العربية، للضيف حقوق علينا متى شرّفنا بمقدمه، وعلينا التزامات تجاهه، أولها إكرامه ومن معه، وثانيها تجنّب اللّوم والمعاتبة، وثالثها أن نسمع ما يريد منّا قبل أن نسمعه ما نريده منه، فهو الذي تجشّم عناء السفر، ومن طلب أن يجتمع مع قيادات دول مجلس التعاون الخليجي وقادة مصر والأردن والعراق، فمعنى ذلك أنه توصل إلى قناعة تامة بأن هذه المنطقة تقع في مقدمة الأولويات، من حيث الموقع والأهمية والمقدرة على تغيير مسارات كثير من القضايا الدولية الشائكة، بخلاف ما حدث خلال حملته الانتخابية وما تلاها من أقوال وأفعال بعد وصوله إلى البيت الأبيض، فجاء ليردم الفجوة التي صنعها بيديه وواجهتها دولنا بعقلانية تحسد عليها، لسبب واحد، هو أننا لا نسعى إلى خسارة صديق وحليف بحجم الولايات المتحدة، وترك الرئيس حتى اكتشف أنه يحتاج إلى هذه المنطقة كما تحتاج هي إليه، وأن العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل ستشكل فارقاً يصب في صالحه قبل صالحنا.
نحن هنا في دول الخليج العربية لا نقفز فوق الواقع، ولا نتبع انفعالاتنا، ولا نكابر، ولا نرد على الخطأ بخطأ، وفي الوقت ذاته لا نحب قفزات الآخرين وتحولاتهم غير المبررة، لكننا لا نقطع الخيوط التي تصلنا بالجميع، فنحن متسامحون، وقد تأسسنا على مبادئ دين يدعونا إلى التسامح، وبايدن في هذا اليوم لن يرى منّا غير الترحيب والمودة والاحترام، وترديد «أهلاً وسهلاً» نابعة من قلوب قادتنا.
البيان