الساحر الروسي يحبس أنفاس العالم
الساحر الروسي يحبس أنفاس العالمالساحر الروسي يحبس أنفاس العالم

الساحر الروسي يحبس أنفاس العالم

حافظ البرغوثي

اقتبس الرئيس الروسي بوتين آية قرآنية في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيسين التركي أردوغان والإيراني روحاني سنة 2018، داعياً إلى إزالة العداوة بين الشعوب، مترجماً الآية "وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا".

وكان الرئيس بوتين قد هدد في وقت سابق أي "معتد" بحرب نووية، محذراً من أن الروس سيقبلون بالموت المحتوم، و"دخول الجنة "، بينما سيكون مصير أعدائهم "السقوط موتى فقط، حتى دون أن يتاح لهم وقت للتوبة".

وكان بوتين أيام تدخل التحالف الغربي في ليبيا رئيساً للوزراء، ووصف ذلك التدخل بأنه حملة صليبية جديدة.

الرئيس الروسي يبدو وكأنه يتمتع ببعض صفات الكاهن الروسي الشهير راسبوتين الذي تلاعب بالأسرة القيصرية الحاكمة في روسيا بالخدع وغيرها..

لكن، بوتين لا يتلاعب بالخدع بل باستعراض القوة أمام الغرب وما زال يحبس أنفاس قادة العالم في الأزمة الأوكرانية الحالية، وإن تبين في يوم الثلاثاء المنصرم أمل في تنفيس الأزمة عندما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة والناتو ردا في وثائقهما بشكل إيجابي على المبادرات الأمنية الروسية التي كانا يرفضانها منذ فترة طويلة.

وأضاف لافروف، في مؤتمر عقب محادثات مع زبيغنيو راو وزير خارجية بولندا، التي ترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: "استجاب الغرب في النهاية، عندما أدرك أننا نتحدث بجدية عن الحاجة إلى تغييرات جذرية في مجال الأمن الأوروبي، ورد بشكل إيجابي على المبادرات التي رفضها لفترة طويلة".

لكن، الرئيس الروسي بدا غير مقتنع بتصريح الرئيس البولندي لمنظمة التعاون والأمن الأوروبية؛ فبعد اجتماعه مع المستشار الالماني أولاف شولتس قال بوتين إن الردود الأوروبية على مقترحاتنا لا تستجيب لمطالباتنا بخصوص ضمانات أمن روسيا..

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده تصر على أن يتم البت في إغلاق موضوع عضوية أوكرانيا في الناتو اليوم وليس في المستقبل.

وقال، بهذا الخصوص، إنه إذا انضمت أوكرانيا إلى الحلف بعد غد وليس غدا فذلك لا يغير شيئا بالنسبة لروسيا.

وتابع: "لقد سمعنا منذ 30 عاما أن الناتو لن يتمدد يوما واحدا باتجاه الحدود الروسية، أما اليوم فنرى البنى التحتية للناتو قرب بيتنا ".

واستبعد رغبة بلاده في اندلاع حرب في أوروبا، وهذا هو سبب قيامها ببعث مقترحات حول ضمانات الأمن إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وقال إن معظم الردود الغربية على هذه المقترحات لا تناسب توقعات موسكو، إلا أنه ذكر أن هذه الردود تحتوي على بنود بإمكان الجانب الروسي مناقشتها.

وكان بوتين في سنة 2007 قد أكد موقفه هذا في مؤتمر ميونيخ للأمن، لكن الناتو في العام التالي أعلن استعداده لقبول انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى عضويته، ما أثار غضب بوتين في حينه.

وقد لاحظ الرئيس الروسي مؤخرا منذ بدء الأزمة مع أوكرانيا كيف تمكن من تفكيك الموقف الأوروبي، سواء بالحشد المكثف للقوات والمناورات مع بيلاروسيا أو في البحر الأسود، أو في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري، ولوح مجدداً بورقة الغاز الذي تستورده أوروبا، خاصة ألمانيا من روسيا عبر أنبوب السيل الأول..

وامتدح المستشار الألماني الأسبق شرويدر الذي دعم المشروع وجعل المواطن الالماني يدفع أقل مقابل الغاز الذي سجل سعرا خياليا هذا الشتاء.

فالتباين في موقف أوروبا واضح، حيث تمسكت ألمانيا وغيرها بمشروع السيل الشمالي الجديد ولم تنضم الى المساعي الأمريكية لإيجاد بديل للغاز الروسي.

ولعل المناورات والاقتراب ثم الانسحاب من حدود أوكرانيا جعلت الأخيرة تتخذ مواقف متغيرة تناقضت أحيانا مع الموقف الأمريكي الذي يطلق في كل يوم موعداً للغزو وعدد القتلى المتوقع والمدة إلى كييف وتنفيه كييف يومياً.

الساحر الروسي المدجج بأسنان نووية صاروخية فرط صوتية، مصمم على العودة من حملته العسكرية بصيد ثمين، دون أن يطلق طلقة واحدة، يتمثل في منح الحقوق لإقليم دونباس، وفقاً لاتفاق مينسك الذي أنهى الحرب في الإقليم سنة 2015، ثم وضع إغلاق ملف أوكرانيا للحلف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com