غارة إسرائيلية على بلدة "دردغيا" جنوبي لبنان تخلف قتلى ومصابين

logo
اتجاهات

يوم الأخوّة والانتصار للإنسان

يوم الأخوّة والانتصار للإنسان
12 فبراير 2022، 9:49 م

رضوان السيد

افتتح اليومَ الدولي للأخوة الإنسانية صاحبُ السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رائد ذلك اليوم والعهد في 4 فبراير الجاري بالقول: إنّ التضامن الإنساني هو سبيل البشرية للتعامل مع التحديات التي تواجهها.
وجدّد سموُّه التأكيدَ على السعي نحو ترسيخ مفاهيم التضامن والتآخي لمستقبلٍ أفضل للبشرية. ويشكّل ذلك التزاماً من جانب دولة الإمارات بأمرين اثنين: اعتبارُ «التضامن الإنساني» السبيلَ الأمثلَ لمواجهة التحديات، والانتقال بالتضامن من حيّز الدعوة والالتزام إلى صنع السياسات على المستوى الوطني، والسعي لدى الأمم المتحدة ليكون يوم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي يوماً عالمياً للعمل بمقتضيات ذاك الالتزام.
أما البابا فرنسِس وشيخ الأزهر اللذان أتيا في ذلك التاريخ عام 2019 إلى أبوظبي للإعلان عن الوثيقة وتوقيعها بدعوةٍ ورعايةٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فإنهما توجها بالمناسبة إلى سموه بالشكر والتقدير على الدعوة والرعاية والانطلاق بسياسات التضامن والأخوّة في المجال الوطني والدولي، ثم انصرف كلٌّ منهما إلى تأمل الجوانب البارزة في الوثيقة والإعلان، واعتبار علائقهما الأخوية الوثيقة والمستمرة جسراً متيناً لقافلة وتيار التضامن الإنساني الكبير. قال البابا إننا سرنا معاً في السنوات الأخيرة كأخوين واعيين، فإما أن نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا. وقال شيخ الأزهر عن البابا إنه الصديقَ الدائم الشجاع على درب الأخوّة والسلام.
لقد اعتبر البابا فرنسِس أنّ الوثيقة واليوم العالمي هما احتفالٌ بالوحدة في التنوع: «الوحدة غير التوحيد. لنقل للجماعات والمجتمعات التي نعيش فيها إنّ زمن الأخوّة قد حلّ علينا جميعنا معاً». وهو ليس وقتاً للشعور باللامبالاة أو سيطرة الإحساس المأساوي بسبب تكاثف المشكلات.
فالواجب الديني والأخلاقي الإنساني الالتزام بقضية السلام، والالتزام والاستجابة للمشكلات والاحتياجات الملموسة للمحرومين والفقراء والضعفاء. كلنا إخوَة، وبهذا الاعتبار يكون علينا أن نَسير جنباً إلى جنب في سياق الانسجام في الأهداف الإنسانية العامة، واحترام هوية كل واحدٍ منا لإحقاق مقتضيات التضامن والأخوّة.
أما شيخ الأزهر فنبَّهَ إلى أنّ اليوم العالمي للأخوة يحلُّ وسط استمرار جائحة الوباء، وتفاقم مشكلات الفقر والعوز والنزاعات المسلَّحة. ولا بد من العمل معاً في المواجهة والسير في طريق السلام، فهو قَدَرُ المؤمنين بالله وبرسالاته مهما واجهوا من تحديات ومعوّقات وعقبات. لقد أسست وثيقة الأخوّة في أبوظبي، والتي اتخذت أبعاداً عالمية، لشراكةٍ بين الديانتين الكبيرتين.. شراكة من أجل التضامن والتعاون وصنع الجديد والمتقدم لخير بني الإنسان والتصدي لكل دواعي التخلف والنزاع.
والوثيقة من جهةٍ أُخرى فرصة للمسلمين لملاقاة الجماعة الدينية والأخلاقية العالمية الكبيرة، خروجاً من القطيعة والتقاطع، وسيراً في تيار المجتمع المدني العالمي الجديد المفتوح على معاني وسياسات مقتضيات إنسانية الإنسان. وعندما نذهب إلى أنّ الشراكة بين الدينين هي فرصةٌ للمسلمين لتجديد واستحداث أزمنةٍ للوصل مع العالم، فإنّ الفرصة تعني من جانبٍ آخر الإرادة والمسؤولية. والإرادة تقتضي الاستمرار في استكشاف آفاق وأبعاد جديدة للوصل والاتصال والتفاعل. أما المسؤولية فمعناها في سياق الشراكة الالتفات إلى التراجعات والانتكاسات الممكنة، والتي تؤثر في حماس الطرف الآخر، كما أنها تجعل توجهات المسلمين غامضة أو غير مؤكدة. إنها فرصة لأهل الدينين وللعالم والإنسانية وينبغي الحفاظ عليها بكل سبيل.

الاتحاد

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC