وكالة الأنباء الألمانية: 6 أشخاص أصيبوا بجراح "تهدد حياتهم" في حادثة الطعن

logo
اتجاهات

لينا الأردنية لها قصة!

لينا الأردنية لها قصة!
03 سبتمبر 2021، 8:52 م

سليمان جودة

في أثناء دورة ألعاب أوليمبياد طوكيو، التي أُقيمت يوليو الماضي، انسحب لاعب الجودو السوداني، محمد عبدالرسول، من المنافسة على البطولة، بعد أن تبين له أنه سينافس اللاعب الإسرائيلي يوتبول طاهار!.. وفي المنافسة ذاتها انسحب اللاعب الجزائري، فتحي نورين، للسبب نفسه!.. ولو أن لاعب الجزائر استحضر موقف بلاده القوي مع إسرائيل لما كان قد انسحب، ولكان حضوره قد أضاف قوة إلى قوة بلاده!.

بعدهما بأيام، واجهت لاعبة الجودو السعودية، تهاني القحطاني، موقفًا يشبه موقف «عبدالرسول» و«نورين» في الأوليمبياد، ولكنها لم تتردد لحظة واحدة، ولم تشأ أن تبدو خائفة من المواجهة مع لاعبة إسرائيلية، فخاضت المباراة بجرأة وشجاعة!.. وكان المؤسف أنها تعرضت لنوع من التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، بدلًا من أن تتلقى التحية على شجاعتها!.

ولولا وقفة جريئة إلى جوارها من جانب الكاتب الأستاذ طارق الحُميد، لكانت «تهاني» قد أحست بأنها وحيدة في مواجهة حفلات التنمر التي أخطأت الهدف، وربما كان الاكتئاب قد أصابها.. فلقد كانت تتوقع التشجيع والمساندة لأنها امتلكت القدرة على المنافسة، أيًا كان الطرف المنافس، وأيًا كان ما يمكن أن يُروّجه هذا الطرف حول قوته أمام الطرف العربي!.

وفي هذه الأيام نجد أنفسنا في مواجهة حالة أخرى، البطلة فيها هي لينا حوراني، التي تدرس الهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية!.

والقصة أن جامعة جون هوبكنز الأمريكية دعت إلى مسابقة للبحث عن طريقة تتجاوز بها المدن في العالم تداعيات كورونا، فتقدمت «لينا» إليها، ولكنها انسحبت في مرحلة من مراحل السباق عندما اكتشفت أن جامعات عبرية ستشارك، وأن طلابًا فيها سينافسون!.

وقد تمنيت لو أن «حوراني» تصرفت كما فعلت «القحطاني» في طوكيو، كما أني تصورتها في النهاية وقد فازت على أي منافس إسرائيلي!.

وتمنيت أكثر لو أنها استوحت في مهمتها داخل الجامعة الأمريكية ما كانت حكومة الملك عبدالله الثاني في عمان قد بادرت به، عندما منعت أول هذه السنة طائرة بنيامين نتنياهو من المرور في الأجواء الأردنية في طريقها إلى الإمارات.. وقد قامت بذلك ليس عن تعنت معه ولا عن تعسف، ولكن عن رغبة في معاملة تل أبيب بالمثل لأنها وقفت في طريق الأمير الحسين بن عبدالله، ولي العهد الأردني، لإحياء ليلة الإسراء والمعراج في الحرم القدسي، ثم عن رغبة أيضًا في الإشارة إلى أن إسرائيل ليست قوية إلى هذا الحد، ولا الأردن ضعيف إلى هذه الدرجة!.. وقد غادر نتنياهو رئاسة الوزارة، وفي نفسه شيء من رحلته المقطوعة، لا لشيء، إلا لأن عمان تصرفت بثقة كبيرة في النفس فأعادت طائرته إلى حيث أقلعت!.

المصري اليوم

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC