دراما رمضان المرتقبة.. "الحكم قبل المشاهدة"

دراما رمضان المرتقبة.. "الحكم قبل المشاهدة"

مؤيدو مسلسل "معاوية" وجدوا أن سيرة معاوية مليئة بالإنجازات وخدمة الإسلام والفتوحات، في حين رأى المعارضون أن المسلسل قد يثير الفتن ويجدد الخلاف بين السنة والشيعة.

من البديهيات التي لا تقبل النقاش، أن تصدر الأحكام القيمية بشأن هذا المسلسل أو ذاك بعد عرضه، غير أن المشاهد العربي لم يطق الانتظار حتى موعد العرض، فراح يحكم على بعض أعمال الموسم الرمضاني المقبل، غيابيا.

وعادة ما تنشب معارك خلال وبعد الشهر الفضيل حول المسلسلات الكثيرة التي تحرص شركات الإنتاج على عرضها في هذا الشهر، غير أن السجالات بدأت مبكرا في هذه السنة، فما أن بثت الشاشات المقاطع الدعائية الترويجية لمسلسلاتها المرتقبة، حتى علت الأصوات، مدحا أو ذما، بشأن تلك الأعمال التي لم تر النور بعد.

الجدل الأكبر تركز حول المسلسل المنتظر "معاوية" الذي يتناول سيرة الصحابي معاوية بن أبي سفيان، سادس الخلفاء في الإسلام، ومؤسس الدولة الأموية في الشام.

بدأ الجدل قبل أسابيع عندما دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، القائمين على قناة (إم.بي.سي) إلى التراجع عن عرضه لأنه قد "يجرح مشاعر المسلمين"، ليظهر بعد ذلك انقسام حاد تجلى في سيل التعليقات الهائل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتدور أحداث المسلسل حول شخصية معاوية وما حدث خلال ما سُمي بفترة "الفتنة الكبرى"، التي تعد واحدة من أبرز محطات التاريخ الإسلامي، حيث الانقسامات حول شخص من يتولى الخلافة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.. وصولا إلى تأسيس الدولة الأموية.

مؤيدو المسلسل وجدوا أن سيرة معاوية مليئة بالإنجازات وخدمة الإسلام والفتوحات، في حين رأى المعارضون أن المسلسل قد يثير الفتن ويجدد الخلاف بين السنة والشيعة.

المسلسل المصري المنتظر "تحت الوصاية" أثار سجالا، انطلاقا من ملصقه الذي أظهر بطلته الفنانة منى زكي وهي ترتدي الحجاب.

المسلسل الآخر الذي أثار جدلا ولكن بدرجة أقل، هو مسلسل "الإمام الشافعي"، وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وصاحب المذهب الذي يعرف باسمه، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضًا إمام فى علم التفسير وعلم الحديث.

وقد تعرّض المسلسل لانتقادات من البعض بسبب تناول نفس الشخصية في عمل درامي مماثل عرض عام 2007، وقبل ذلك ظهرت شخصية الإمام الشافعي في مسلسل "عصر الأئمة".

وراى المنتقدون أن المسلسل سيكون في أغلبه تكرار لما عرض في الأعمال الفائتة، وبالتالي كان الأجدر اختيار شخصية تاريخية أخرى وتسليط الضوء عليها.

وهنا لا بد أيضا من الإسراع إلى القول إن حجة التكرار واهية، ذلك أن الكثير من الشخصيات التاريخية جسدت في أكثر من عمل فني، وكان المحك دائما هو كيفية المعالجة، وطريقة التناول، أما الحكم سلبا على عمل بحجة أنه مكرر قبل عرضه، فلا يعتد به.

وبعيدا عن المسلسلات الدينية، فإن المسلسل المصري المنتظر "تحت الوصاية" أثار سجالا، بدوره، انطلاقا من ملصقه الذي أظهر بطلته الفنانة منى زكي وهي ترتدي الحجاب "بوجه شاحب تعلوه ابتسامة باهتة وملامح منكسرة مع حواجب عريضة وكثيفة".

الملصق أعاد طرح قضية تمثيل الحجاب في الدراما المصرية، وبرزت تساؤلات حول ما إذا كان الغرض منه "تلميع المحجبات" أم "تشويه صورتهن".

أخبار ذات صلة
mbc تكشف حقيقة إيقاف عرض مسلسل "معاوية"

ومن دون انتظار العرض، انخرط معلقون في حملة هجوم استباقية على العمل الفني المرتقب، ووضعوا سيناريوهات متخيلة للمسلسل، متوقعين أن "يقدم صورة متكررة للمرأة البسيطة المقهورة التي تعاني من الحجاب القسري وقيود المجتمع، ثم سرعان ما تتحرر من الوصاية، وتخلع حجابها".

لكن المسلسل بعيد عن تلك السيناريوهات المتخيلة، فأحداثه، تدور في إطار اجتماعي، حول أرملة تحاول جاهدة إعالة أبنائها الصغار، فتلجأ للصيد بحثا عن عائد مادي ما يعرّضها لمضايقات كثيرة من بعض الرجال الذين يرفضون اقتحامها لمهنتهم.

هذه الهجمات الاستباقية ضد عمل فني غير معروض بعد لا تظهر ضيقا بالفنون وحرية التعبير فحسب، بل تثبت مقدار السطحية التي تهيمن على تلك النقاشات، ذلك أن القاعدة الذهبية، هنا، تقول بضرورة مشاهدة العمل ومن ثم الحكم عليه.

وربما كان مفيدا تذكير أولئك المنتقدين، الذين هم على عجلة من أمرهم، أن الانتقادات والسجالات حول عمل فني ما قبل عرضه، يقدم دعاية مجانية لصنّاعه، فأكثر الأعمال ترقبا للمشاهدة هي تلك التي تثير ضجيجا قبل وصولها إلى الشاشات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com