كريس كريستي يتوعد بتدمير ترامب في الانتخابات الرئاسية

"حليف الأمس عدو اليوم" عبارة استخدمت على الساحة الدولية كثيرًا، وتنطبق مجددًا على "كريس كريستي" حاكم ولاية نيوجيرسي السابق الذي عاد إلى الساحة مُرشحًا نفسه للسباق الرئاسي 2024 ومهاجمًا ترامب بعد أن كان حليفه المقرب العام 2016.

بعد أكثر من 7 سنوات من حملته الأولى التمهيدية لمنصب رئيس الولايات المتحدة، التي انسحب منها دعمًا لترامب، خرج كريستي، أمس الثلاثاء، أمام داعميه معلنها بصراحة: "لا أهتم بالفوز في 2024 بقدر ما أرغب بتدمير ترامب".

وسائل إعلام عديدة من بينها صحيفة "واشنطن بوست" كشفت أن تكتيك كريستي للفوز هو "مهاجمة ترامب" في كل فرصة يجدها مناسبة.

أسلوب فاضح وذكاء حاد

رغم أن استطلاعات الرأي أظهرت النظرة السلبية تجاهه من قبل بعض الجمهوريين، مما يؤكد العناء الذي عليه تحمله في صعوده الذي سيكون شاقًا في سبيل وصوله للسلطة، إلا أن مؤيدي كريستي أشاروا إلى أسلوبه "الفاضح وذكائه الحاد" بصفتهما سمات تجعله مناسبًا بشكل فريد للدخول في تحد مع ترامب، وبطريقة تجبر الناخبين على الاستماع له.

الصحيفة أكدت أنه تم رفض العديد من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري لمجرد انتقادها لترامب علنًا، إلا أن كريستي ومستشاريه يجادلون بأن الطريقة الوحيدة للفوز هي تحدي ترامب بشكل مباشر، رغم أن عددًا بسيطًا من الناخبين الجمهوريين أظهروا قليلًا من التوق إلى مثل هذا النوع من الترشح.

في ولاية نيو هامبشير، وهي الولاية التي تعتبر مفتاحًا لفرص كريستي، بدأ الحاكم السابق في شن حملة ضد ترامب، مستغلًا وعود الأخير التي قطعها ولم يفِ بها، مثل الجدار الذي وعد ببنائه على طول الحدود الجنوبية وأن المكسيك ستدفع ثمنه.

مضيفًا في كلمته: "لقد شيد ترامب ربع السور والمكسيك لم تعطنا بيزو واحدا.. لقد دفعنا الثمن كاملا".

وعود كاذبة

واستهجن كريستي وعود ترامب الجديدة في حال فوزه بالانتخابات لا سيما ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، قائلًا: "يدعي ترامب أنه إذا أعيد انتخابه فسوف يحسم الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة.. هل سمعت ذلك؟ هذا ضمن سلسلة وعوده الكاذبة".

قبل خوضه في نقده لترامب، أمس الثلاثاء، تناول كريستي إخفاقاته ونقاط ضعفه علنًا أمام الجمهور مما أثار ضحك الجماهير، حيث قال لهم: "إذا كنت تبحث عن المرشح المثالي، فقد حان الوقت للمغادرة".

وأضاف: "ارتكبت أخطاء وأطلقت أحكامًا عديدة، كانت في بعض الأحيان خاطئة.. لكن أحذركم من القادة الذين لا يعترفون بالنواقص لديهم أو بعيوبهم".

وأطلق كريستي سهامه صوب ترامب في أول خطاب علني له بعد إعلان ترشحه، إذ قال أمام مؤيديه: "أنا لست مجنونًا تمامًا.. فالذي أتحدث عنه شخص مهووس بالمرأة ولا يعترف أبدًا بأخطائه".

وتهكم عليه بالقول: "إنه يجيد فعل كل شيء ودائمًا ينسب الفضل لنفسه.. كل شيء يسير بشكل صحيح هو دونالد ترامب".

كريستي قال إنه كان مستمتعًا بالتغطية الإعلامية في الفترة التي سبقت خطابه يوم أمس، وأشار إلى أنه لا يهتم بالفوز في عام 2024 بقدر ما يرغب بـ"تدمير ترامب".

مزحة كلفتني الكثير

فيما يتعلق بحملته الانتخابية السابقة العام 2016 قال: "كنت على خطأ لأنني لم أوجه ترامب مباشرة.. الكثير مما قاله كان مجرد هراء".

تم انتخاب كريستي لأول مرة حاكمًا لنيوجيرسي في العام 2009، وقد صنع لنفسه اسمًا على المستوى الوطني من خلال استجابته في العام 2012 لإعصار "ساندي" ومعاركه العلنية مع نقابة المعلمين بالولاية.

بعد ذلك جاءت فضيحة فساد أطلق عليها اسم "بريدجيت". أُدين اثنان من حلفاء كريستي في العام 2016 بالتآمر لإغلاق الممرات عند جسر جورج واشنطن بهدف معاقبة رئيس بلدية "ديمقراطيّ" لم يدعم إعادة انتخاب كريستي؛ وقال حينها ممثلو الادعاء، بالإضافة إلى شاهد إن كريستي كان على علم بخطة الانتقام فور وقوعها.

نفى كريستي ذلك، وألغت المحكمة العليا في النهاية الإدانات، إلا أن المزاعم نالت من حملته الانتخابية.

وعن الفضيحة قال كريستي في خطابه الأخير: "أكبر خطأ ارتكبته هو أنني وضعت أشخاصًا في مناصب ذات سلطة.. ذهبوا في منعطف خطير لتحويل حركة المرور عند جسر جورج واشنطن دون إخباري.. لقد استخدموا سلطتي في سبيل تنفيذ مزحة أخوية كلفتني الكثير".