الوكالة اللبنانية: سلسلة غارات على بلدة يحمر الشقيف جنوب البلاد
في تطور سياسي مثير، تساءل محللون سياسيون فرنسيون ما إذا كان سيتم تأجيل تعيين رئيس وزراء للحكومة الفرنسية مرة أخرى، بعد تلاعب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالأحزاب، عقب سلسلة جديدة من المشاورات التي أجراها في قصر "الإليزيه".
وتعقيبًا على ذلك، قال الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلوم السياسية للدراسات السياسية، دانيال بوي لـ"إرم نيوز"، إنه "بينما ينتظر الفرنسيون، الإعلان النهائي لاسم رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، يعيد ماكرون إجراء مشاورات جديدة في الإليزيه مع شخصيات سياسية محتملة لتولي المنصب".
ومن بين الشخصيات التي يجري ماكرون معها مشاورات، برنارد كازينوف، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، كذلك الرئيس السابق فرنسوا هولاند، واليمين زافييه برتراند المرشح أيضًا للمنصب، وفق بوي.
ورأى الباحث السياسي الفرنسي، أنه من المفترض أن تكون هذه المشاورات هي المرحلة الأخيرة قبل تعيين رئيس الوزراء، داعيًا الرئيس الفرنسي، إلى الكفّ عن التلاعب بمشاعر الفرنسيين والأحزاب السياسية واختيار شخصية رئيس الوزراء.
واعتبر بوي، أن ماكرون يحب الحفاظ على حالة التشويق، موضحًا أنها طريقته في إظهار أنه لا يزال سيد التوقيت، واللعبة.
ووفقًا للباحث السياسي الفرنسي، فإن الفرنسيين في الوقت الراهن، أمام شخصيتين الأقرب لتولي المنصب، هما الزعيم الاشتراكي الذي تقلد عدة مناصب وزراية "برنارد كازينوف"، والزعيم اليميني الذي تولى أيضًا عدة مناصب وزارية "زافييه برتراند"، وهما يتمتعان بالخبرة والقدرة على التوافق والتعايش.
وتابع:" ستكون هذه الاجتماعات، إما بمثابة مقابلات عمل لمعرفة أي من المتنافسين على منصب رئاسة الوزراء، يمكن للرئيس أن يتفق على سياسة تتعلق بقضايا معقدة مثل المعاشات التقاعدية، والميزانية التي يجب تمريرها، وأي منهم يمكن أن يفلت من إجراء سحب الثقة من الحكومة".
وأضاف" إما أن تعمل هذه المشاورات على إلغاء هذه الفرضيات من خلال دعوة الفرنسيين لإعادة التصويت، ثم يقترح في نهاية المطاف، اسمًا آخر.
واعتبر بوي، أن "المقابلات مع نيكولا ساركوزي، الذي يريد رئيس وزراء يميني، وفرانسوا هولاند، الذي انتقد ماكرون لعدم تعيين "لوسي كاستيس"، بمثابة تأييد لجهود ماكرون".
هل سيتم تأجيل تعيين رئيس الوزراء مرة أخرى؟
وردًا على هذا السؤال، قال الباحث السياسي الفرنسي جون إيف كامو لـ"إرم نيوز": إن" المشاورات ستستمر بسرعة من الآن فصاعدًا، كما لو أن الوقت ينفد".
وأضاف كامو، إنه "يجب على الرئيس، الذي يستقبل "برنارد كازينوف"، و"زافييه برتراند"، تعيين رئيس للحكومة "بحلول الأربعاء".
خلفية المشاورات
وقال كامو: إن هذه المشاورات، تأتي في وقت "حسّاس"، إذ يسعى ماكرون إلى تشكيل حكومة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ومع ذلك، فإن تعقيدات المشهد السياسي في فرنسا، بما في ذلك الانقسامات الحزبية، تجعل من الصعب تحقيق ذلك.
إستراتيجيات ماكرون
ورأى الباحث السياسي الفرنسي، أنه يُنظر إلى أسلوب ماكرون في إدارة هذه المشاورات، على أنه "محاولة للتلاعب بالأحزاب السياسية"، حيث يسعى لإبقاء الأمور غامضة لمدة أطول، موضحًا أن هذا التكتيك قد يمنحه مزيدًا من الوقت للتفاوض وتحقيق توازن بين المصالح المختلفة للأحزاب.
وفقًا للباحث السياسي الفرنسي، فإن هذه الخطوات "تثير انتقادات"، من بعض الأطراف السياسية، التي ترى أن التأخير في تشكيل الحكومة، قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، وفي الوقت نفسه، يدافع أنصار ماكرون عن إستراتيجيته كوسيلة لضمان توافق أكبر بين الأحزاب.
التحديات المقبلة
وتابع: أنه "مع استمرار المفاوضات، يبقى السؤال: هل سيتمكن "ماكرون"، من تشكيل حكومة جديدة تلبي تطلعات الشعب الفرنسي، وتواجه التحديات الحالية؟ وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن المشهد السياسي الفرنسي لا يزال ضبابيًا".