معاريف: حزب الله يشن هجوما مزدوجا بالمسيرات والصواريخ على شمال إسرائيل
أكد خبراء ومختصون في الشأن السياسي، أن الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على خيام النازحين بمنطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، يعد مؤشرا قويا على صعوبة التوصل لاتفاق تهدئة بين حركة حماس وإسرائيل.
وأدى الهجوم الذي وقع فجر الثلاثاء، لمقتل 40 فلسطينيًا وإصابة 60 آخرين بجراح مختلفة وفق ما أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، في حين قال الجيش الإسرائيلي، إنه "استهدف مركز قيادة لحماس في المنطقة".
وحسب بيان للجيش، فإن "القصف استهدف سامر أبو دقة قائد القوة الجوية لحماس، وأسامة البطش رئيس قسم الاستطلاعات والأهداف بالاستخبارات العسكرية للحركة، وأيمن المبحوح، أحد القادة العسكريين في حماس".
محاولة جديدة
ويرى المحلل السياسي، جهاد حمد، أن "الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي يمثل محاولة جديدة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتعقيد مهمة الوسطاء في التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس"، لافتًا إلى أن الاستهداف سيجبر الحركة على التعنت بتلك المفاوضات.
وقال حمد، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو لا يرغب بالتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس بالوقت الحالي، ويدرك أن الضغوط الأمريكية ومحاولة تقديم مقترح جديد خلال الأيام المقبلة ستدفعه للتجاوب مع جهود الوسطاء"، مبينًا أن نتنياهو يدفع حماس نحو اتخاذ مواقف سلبية.
وأوضح أن "مثل هذه الهجمات تزيد من حالة الغضب الشعبي لدى النازحين الفلسطينيين من حركة حماس، الأمر الذي يدفع قادتها لاتخاذ مواقف متشددة بمفاوضات التهدئة تضمن الوصول لاتفاق يحظى بقبول الشارع الفلسطيني".
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي سيعمل على تنفيذ المزيد من الضربات العنيفة والتي ستؤدي لمقتل عدد كبير من النازحين"، مؤكدًا أن مثل هذه العمليات تزيد من الفجوات المتعلقة بالتوصل لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل.
وزاد: "نتنياهو يحاول انتهاز أي فرصة تحول دون التوصل لاتفاق تهدئة بغزة، فهو معني بإطالة أمد الحرب في القطاع لأشهر أخرى، وربما لمطلع العام المقبل"، مؤكدًا أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستكون حاسمة بهذا الشأن".
نهج الاغتيالات
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "تكثيف الجيش الإسرائيلي لغاراته العسكرية يأتي في إطار تعليمات مشددة من نتنياهو"، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك جيدًا أن عمليات الاغتيال تعطل مفاوضات التهدئة.
وقال كيوان، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو معني بعدم التوصل لاتفاق وإطالة أمد الحرب في غزة، بما يضمن له استمرار ائتلافه الحكومي، ويحول دون خسارته لمستقبله السياسي"، مؤكدًا أن ذلك يمثل مصلحة لبعض القادة العسكريين والأمنيين أيضًا.
وأشار إلى أن "نهج الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل تأتي في مواقيت دقيقة، وتهدف بشكل أساسي لإحداث فجوات كبيرة بمفاوضات التهدئة"، مشددًا على أن مفاوضات التهدئة لن يكتب لها النجاح، ونتنياهو سيحقق أهدافه باستمرار الحرب في غزة.
وختم: "بتقديري سيستمر القتال في القطاع حتى بداية العام المقبل، وسيعمل الجيش الإسرائيلي على إطلاق مرحلة جديدة للمواجهة العسكرية مع الجناح المسلح مع حماس، وهو الأمر الذي يخالف رغبة الحركة بالتوصل لاتفاق ولو بشكل مرحلي".