"وكالة: 4 قتلى لبنانيين بغارة إسرائيلية على مبنى سكني في بلدة "جبشيت
أدّى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين زيارة إلى طهران، هي الأولى من نوعها، وعقد اجتماعًا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إذ بحثا حاجة بلديهما إلى التعاون الثنائي لمواجهة العقوبات المفروضة عليهما من الغرب.
وأكد رئيس الوزراء الروسي، استعداد موسكو لدفع التعاون مع إيران في المجالات كافة، خاصةً أن البلدين يتمتعان بقدرات كبيرة لحماية المصالح المشتركة، داعيًا الرئيس الإيراني إلى حضور قمة "بريكس" المقبلة في روسيا، وتوقيع الاتفاق الإستراتيجي الشامل بين موسكو وطهران.
تصعيد على واجهتين
وعن دلالات الزيارة الروسية إلى موسكو وتداعياتها، وتوقيع الاتفاق الإستراتيجي الشامل بين البلدين، أكد خبراء أنّ التصعيد العسكري بين روسيا والغرب، والتوتر في منطقة الشرق الأوسط فرضا على موسكو التحضير لهذه الزيارة، وذلك لتعزيز التعاون العسكري مع طهران.
وقال عمرو الديب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن زيارة رئيس الوزراء الروسي إلى إيران ترتبط ارتباطًا كبيرًا بإعداد اتفاقية الشراكة الإستراتيجية وترتيبها بين روسيا وطهران المزمع توقيعها قريبًا، وإن رئيس الوزراء الروسي هو المعني بشكل خاص بالأمور الإجرائية والتنظيمية الخاصة بهذه النوعية من الاتفاقيات، ولا يشارك بأي شكل من الأشكال في السياسية الخارجية.
وأكد الديب في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن أحداث التصعيد العسكري بين روسيا والغرب وما يحدث في منطقة الشرق الأوسط ستفرض نفسها وبقوة على الزيارة لتعزيز التعاون العسكري بين موسكو وطهران.
ولفت الديب إلى أن هناك ملفات عديدة واقتصادية أيضا تتضمنها اتفاقية الشراكة الإستراتيجية وستكون مطروحة، مشيرا إلى أن التعاون العسكري موجود بالفعل، لكن روسيا ليست دولة "سخية" في نقل التكنولوجيا العسكرية إلى إيران خلافا لتعاطيها مع الهند، وفق قوله.
وأكد الخبير في الشؤون الروسية، أن التعاون العسكري سيكون في حدود ما تريده روسيا من إيران والعكس ما تريده إيران من روسيا، مشيرًا إلى أن طهران تستخدم الظروف التي تمر بها روسيا من أجل إرسال رسائل معينة تظهر أنها دولة تنتج صناعات عسكرية، إلا أنها في الحقيقة صناعات ليست متطورة، وإنما صناعات عسكرية رخيصة الثمن وأقل تكلفة، بحسب تقديره.
زيارة اقتصادية
ومن جانبه، قال د. رامي القليوبي الأستاذ بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن زيارة رئيس الوزراء الروسي لطهران هي زيارة اقتصادية في المقام الأول، وتم التخطيط لها مسبقا، ولا يجوز ربطها بمقتل حسن نصر الله أو الهجوم الإسرائيلي على لبنان، كذلك وفقا للنظام المعمول به في روسيا، فإن السياسة الخارجية من اختصاص الرئيس، بينما رئيس الوزراء مسؤول بالدرجة الأولى عن الملفات الاقتصادية.
وفيما يتعلق بنتائج تلك الزيارة حول إعادة صياغة العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران، أكد القليوبي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن العلاقات العسكرية مستقرة، وتتطور بشكل مستمر بين روسيا وإيران وملامح السياسة الخارجية في إيران يحددها المرشد الأعلى، وليس الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، معتبرًا أن السياسة الخارجية في إيران هي أقرب إلى حكم جماعة، وليس الرئيس حتى لو كان إصلاحيًا كما هو الحال مع الرئيس الإيراني الحالي، إذ لا يستطيع تغيير السياسية الخارجية بشكل جذري.
وأوضح القليوبي، أن الزيارة الحالية لرئيس الوزراء الروسي إلى إيران لم تكن أجندتها الأساسية تتعلق بالتعاون العسكري، وإنما بالطاقة والنقل ومشروع الممر الشمالي الجنوبي وغيرها من المشاريع الكبرى، معتبرًا أن التعاون العسكري بين موسكو وطهران تم بحثه مؤخرًا خلال زيارة الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إلى طهران، وهذا التعاون العسكري بين موسكو وطهران مستمر في مجال الأسلحة الإستراتيجية.
وأشار الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إلى أن روسيا قدمت منظومة صواريخ 300 إلى إيران في عام 2016 للمساعدة في التصدي لأي هجوم إسرائيلي محتمل، بينما تقدم إيران دعما عسكريًا لروسيا بالأسلحة التكتيكية مثل المسيرات التي تستخدمها في الحرب مع أوكرانيا، وكذلك هناك أنباء غير مؤكدة عن أن إيران قد تزود روسيا بصواريخ "فاتح" بشكل يدعم روسيا في نزاعها الإقليمي مع أوكرانيا.