الإمارات تدين الاعتداء على قوة حفظ السلام في لبنان

logo
العالم

محللون: زيارة مودي لروسيا تهدف لهندسة عالم جديد "متعدد الأقطاب"

محللون: زيارة مودي لروسيا تهدف لهندسة عالم جديد "متعدد الأقطاب"
ناريندرا مودي وفلاديمير بوتين المصدر: أ ف ب
11 يوليو 2024، 5:36 ص

حملت زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى العاصمة الروسية موسكو، في طياتها ملفات متراكمة ورسائل كبيرة للغرب الذي تابع الزيارة باهتمام، حيث أشار خبراء إلى أن الزيارة تهدف إلى تشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب.

وعلى مدار هذه الزيارة تم الإعلان عن العديد من الاتفاقيات المشتركة بين نيودلهي وموسكو اقتصاديا وسياسيا لكن الأبرز من الاتفاقيات، كان توقيت الزيارة والأهداف البعيدة لها، ورسائلها التي وصلت لمسمع القيادة في الغرب وانتقدها البعض وكتبت عنها الصحف باستطراد.

وحول دلالات هذه الزيارة، أفاد خبراء روس حاورهم"إرم نيوز"، بأنها جاءت "لتثبيت المخطط الروسي الصيني بتغيير المفاهيم العالمية الحالية والتحول لعالم متعدد الأقطاب"، مشيرين إلى أن "الهند تريد مشاركة روسيا والصين كدولة عظمى حاضرة في هندسة المستقبل العالمي والزيارة ثبتت معالم هذا التشارك".

وأوضح الخبير في الشؤون الروسية أندريه بوبوف، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه أول رحلة خارجية لمودي منذ توليه المنصب لولاية ثالثة، وللرحلة الأولى دلالات دائما في عالم السياسة لذلك تأخذ هذه الزيارة أهمية خاصة جدا".

وأضاف أنه "بالتأكيد أحد أهم أهداف الزيارة هي توسيع التعاون بين الدولتين لكن الزيارة تحمل رسائل كبيرة للخارج بأن الهند على خطى روسيا والصين بتشكيل العالم الجديد خاصة أن روسيا تسعى بأن تشكل مع الهند والصين ثلاثيا عالميا قويا يجابه الغرب الذي يرفض التغيير ويريد ان يبقى هو المسيطر".

وأردف أن "مودي أوصل فكرة للغرب أن عزل روسيا غير ممكن وأنه قد آن الآوان لتغيير النمطية السائدة بأن الغرب يخطط والشرق ينفذ، لافتا إلى أن "الاتفاقيات التي وقعت دليل على أن الهند تريد كسر جدار العقوبات وإيصال فكرة أن الشرق يمكنه العيش دون الاعتماد على الغرب فهناك نهضة صناعية حاصلة في الصين والهند تحديدا ولنقل انها ثورة صناعية ستغير معها المفاهيم كلها".

أخبار ذات علاقة

بسبب طائرات "إف-16".. روسيا تتهم أمريكا بتزعم "عصابة حرب"

 

وخلص بوبوف إلى القول إن "هذا الثلاثي الدولي يتكامل يوما بعد يوم، ولا أستبعد أن الفترة المقبلة ستشهد تغيرات عالمية كبيرة تنطلق من عواصم هذه الدول الثلاث، وسيكون بطرفها الكثير من الدول الأخرى التي تسعى بشكل جدي لكسر الجدار الذي بناه الغرب لحماية نفسه من أي تغيير".

أما الباحث في الشؤون الدولية إيغور بورونوف، فرأى أن "الهند اختارت توجهها في ظل الانقسام العالمي وهي تسعى أن تكون ضمن القوى الخمس في مجلس الأمن. وفتح علاقات وثيقة مع الدول دائمي العضوية في هذا الملجس سيسهل المهمة أو على الأقل تكون حاضرة بشكل أو بآخر".

وأكد لـ"إرم نيوز" أنه "حين تحدث بوتين عن شكل العالم الجديد وضرورة تمثيل العالم داخل مجلس الأمن بشكل منطقي وعادل، كانت الهند ضمن الحسابات؛ ولأن الغرب سيرفض هذه الفكرة أرادت الهند أن تكون شريكة في صناعة ما بات يعرف بعالم متعدد الأقطاب وحضور رئيس الوزراء إلى موسكو هو لتحقيق ذلك".

وأشار إلى أن "الهند قوة بشرية وصناعية هائلة وروسيا قوة دولية وعسكرية واقتصادية ضخمة والصين لها الصفات الصناعية والعسكرية والاقتصادية نفسها، وهذه الدول يمكنها البدء بتشكيل تحالف قوي مبني على اتفاقيات وتفاهمات حتى الوصول الى شكل تحالف واضح المعالم يمكنه استيعاب المزيد".

وأنهى بورونوف حديثه بالقول إنه "في النهاية الغرب يعمل على نسج تحالفاته وتوسعة وجوده، والطرف المقابل له الهدف نفسه، وهذا صراع عالمي بالأمر الواقع، ونتائجه ستظهر في السنوات المقبلة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC