اتهمها بـ"الانسحاب المتهور".. تصاعد التوتر بين الجيش المالي والبعثة الأممية
تنذر الاتهامات التي وجهها الجيش المالي لبعثة الأمم المتحدة بإخلاء الساحة لعناصر متشددة بتفاقم التوتّر في مالي، التي تواجه، منذ سنوات، اضطرابات، بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي، وتمدد الجماعات المسلحة.
وذكرت مصادر مطلعة أنّ التصعيد من شأنه أن يعزز موقع العناصر المسلحة التي تبحث عن موطئ قدم لها في المنطقة بعد إعلان فرنسا إنهاء عملية "برخان" التي بدأتها قبل 10 سنوات لملاحقة المتشددين.
وقالت المصادر لـ "إرم نيوز" إنّ الخطوة التي أقدمت عليها بعثة الأمم المتحدة من "شأنها أن تزيد من هشاشة الوضع الأمني في الدولة التي شهدت انقلابات متتالية وتوترًا دفع باريس إلى سحب قواتها من هناك".
وحذّرت المصادر من أنّ "أي انسحاب غير مدروس لبعثة الأمم المتحدة من مناطق لا يسيطر عليها الجيش النظامي سيفتح المجال أمام الجماعات المتشددة التي تعيد الانتشار في مناطق مختلفة من دول الساحل".
وكان الجيش المالي قد اتهم، الثلاثاء، بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار (مينوسما) بالانسحاب من معسكراتها "بشكل متهور" دون تسليمها للسلطات الحكومية.
وفي مؤشر على احتمال حدوث تصعيد في المنطقة تعرضت طائرة لإجلاء القوات الأممية إلى إطلاق نار في الأيام الأخيرة، لكن دون حصول أضرار بشرية.
وفي الوقت الذي بدأت فيه بعثة الأمم المتحدة الانسحاب كثفت جماعات متشددة خاصة "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم "القاعدة" هجماتها في المنطقة الشمالية.
وقال الجيش إن مغادرة البعثة معسكرها في "أغيلهوك" بشكل غير منظم مكنت المسلحين من اقتحامه وتدمير العديد من المنشآت به، مؤكدًا أن سلاح الجو تمكن من "تحييدهم"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وفي يونيو الماضي، طالبت الحكومة المالية البعثة بمغادرة البلاد، وهو أمر استجابت له الأمم المتحدة، وبدأت سحب قواتها، وبررت التسرع في ذلك بالأخطار التي تواجه عناصرها والتعقيدات التي تضعها السلطات.