الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات إنذار تدوي في قيساريا ومحيطها
أثار قرار السيناتور الديمقراطي الوسطي جو مانشين عدم السعي لإعادة انتخابه مجددًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، التكهنات بأنه يرمي إلى الترشح للرئاسة الأمريكية، وفقًا لما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ويأتي قرار السيناتور الديمقراطي في ظل بحث جماعات أمريكية مثل حركة (No labels) عن بدائل للرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن، حيثُ تدرس الحركة إمكانية إطلاق مرشح من حزب ثالث في الربيع القادم للمنافسة في السباق الرئاسي الأمريكي لعام 2024، إلى جانب الحزبين الرئيسين الجمهوري والديمقراطي.
وبينت الصحيفة أن السيناتور مانشين ارتبط بحركة "نول لايبل" منذُ أكثر من 10 سنوات، وعلى الرغم من ذلك لم يطلب من الحركة أن تكشف هوية مانحيها والمتبرعين لها، كونها منظمة غير ربحية وليست حزبا سياسيا تقليديا.
وأشارت إلى أن الحركة تعكف على وضع أسس تقديم مرشح رئاسي ثالث في حال تبين أن انتخابات الرئاسة المُقبلة ستكون محصورة التنافس بين بايدن وترامب، موضحة أن ذلك أثار مُخاوف في صفوف الديمقراطيين من أن يتسبب مرشح الحزب الثالث، في إفساد حملتهم الانتخابية لصالح ترامب.
وقالت الصحيفة رغم أن السيناتور مانشين، الذي يمثل ولاية فرجينيا الغربية، لم يفعل الكثير لتبديد التكهنات بخصوص الترشيح للرئاسة، مكتفيًا بالقول إنه سيسافر عبر أنحاء البلاد وسوف يسعى لإنشاء حركة وسطية تجمع الأمريكيين معًا، فيما يقول مقربون منه إنه لم يتخذ أي قرارات بشأن السفر أو دخول أي حملة انتخابية رئاسية.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور مانشين ما طرحه من تساؤلات في محادثاته الخاصة، حول كيفية عمل الحملة الانتخابية من خلال الحركة وما إذا كان بمقدورها الوصول إلى صناديق الاقتراع في الولايات الخمسين إذا قرر الترشح.
وقال مانشين أمام قاعة بلدية نيو هامبشاير في فعالية نظمتها الحركة بأنه لن يدخل سباق الرئاسة إلا لتحقيق الفوز، زاعمًا أن الأحزاب السياسية لم تقدم الكثير والشعب الأمريكي بحاجة إلى خيارات أخرى غير بايدن وترامب، فيما يرى أنصار الحركة أن السيناتور مانشين يتحدث بلسان الأغلبية الصامتة من الشعب الأمريكي.
ويحذر الديمقراطيون، وفقًا للصحيفة، من أن الحركة ربما تساعد في إعادة انتخاب ترامب، والتخريب على الرئيس الديمقراطي بايدن، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية.
في حين قالت الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، أن الحركة تمثل خطرًا على ديمقراطية أمريكا، محذرة من أن الحركة ربما تمنع أي مرشح رئاسي من الحصول على 270 صوتًا من المجمع الانتخابي، وهي الأصوات اللازمة للفوز، وبذلك ستجعل نتيجة الانتخابات النهائية بيد مجلس النواب الأمريكي، الذي يمثل فيه الجمهوريون الأغلبية.
ولفتت الصحيفة إلى أن إنفاق الحركة ملايين الدولارات للحصول على بطاقات الاقتراع، وعدم كشفها هوية مانحيها، جعلها عرضة لانتقادات كثيرة خاصة من جانب الديمقراطيين الذين يشككون في دوافع المنظمة، بينما يقول قادتها إن كشف هوية الجهات المانحة ستجعلهم عرضة للتدقيق والتخويف.
ورفضت الحركة الاتهامات لها بإفساد الحملة الانتخابية للديمقراطيين، وقالت على لسان كبير الاستراتيجيين في مؤتمر صحفي مؤخرًا، إن استطلاعات الرأي التي أجرتها خلال الصيف في الولايات الثماني الكبرى، كشفت أنه في حال ترشيح الحركة لــ"جمهوري"، فإن ذلك سيسحب المزيد من الأصوات من قاعدة ترامب الانتخابية.
رغم ذلك تقول الحركة إنها لا تزال تجري استطلاعات وأبحاث ولم تستقر على اختيار مرشحها الرئيسي حتى الآن، بيد أن الوصول إلى صناديق الاقتراع يمكن أن يكون بمثابة عقبة رئيسة أمام السيناتور مانشين أو أي مرشح محتمل آخر لحزب ثالث، حيث تتطلب الكثير من الولايات جمع آلاف التوقيعات للدخول إلى بطاقة الاقتراع، بما في ذلك التوقيعات من المقاطعات الفردية ودوائر الكونغرس، مما يجعل العملية صعبة ومعقدة.
وقال الديمقراطي السابق جاي نيكسون من ولاية ميسوري، الذي يشغل منصب مدير نزاهة الاقتراع في الحركة، مؤخرًا إن الحركة شاركت حتى الآن في عملية الاقتراع في 12 ولاية، مرجحًا أن تتمكن من الوصول إلى الاقتراع في ولايات أخرى العام المقبل بهدف الوصول إلى جميع الولايات الأمريكية الخمسين.
وتمكنت الحركة حتى الآن، من جمع أكثر من 800 ألف توقيع، في إطار جهودها للوصول إلى صناديق الاقتراع.
ولفت كبير الاستراتيجيين في الحركة رايان كلانسي إلى أن الوقت الذي يتعين على الحركة تسمية مرشحها للانتخابات هو في شهري آذار/مارس أو أبريل/نيسان من العام المقبل 2024.
لكنه استدرك قائلًا: إن الحركة ستواصل الحملة الانتخابية فقط في حالة وجدت أن هناك فرصة كبيرة لها بالفوز، زاعمًا أن الاستطلاعات تكشف اهتمام عدد كبير من الأمريكيين بإيجاد بديل لبايدن وترامب.
وأكد كلانسي أنه لو استمرت الظروف كما هي الآن، وظل بايدن وترامب على حالهما من الضعف السياسي الواضح، فإن الحركة ستقوم بتسمية مرشحها مطلع العام القادم.
المصدر: صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية