ميليشيات عراقية تعلن مهاجمتها بالمسيّرات "هدفا حيويا" في إيلات
غيّرت روسيا قواعد الاشتباك داخل مُدن أوكرانيا، أملا بتحقيق أهدافها بطرق غير تقليدية، بعدما شنت خلال الساعات الماضية عدة غارات جوية على مدينة زاباروجيا الأوكرانية، مستخدمة قنابل انزلاقية تعود للحقبة السوفيتية، وفقًا لما أعلنته السلطات المحلية.
وبحسب حاكم إقليم زاباروجيا، إيفان فيدوروف، فإن روسيا استخدمت في هذا الهجوم، للمرة الأولى، قنابل تعود إلى الحقبة السوفييتية، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
في هذا الصدد، قال الدكتور نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن روسيا تسعى لاستكمال السيطرة على مدينة زاباروجيا، بعدما أحكمت سيطرتها على الجزء الجنوبي من المدينة، والشيء نفسه يحدث في دونيتسك في اتجاه "بوكروفسك" و"أوغليدار".
وأشار رشوان لـ"إرم نيوز" إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب، مسبقًا، بضرورة انسحاب القوات الأوكرانية من تلك المناطق، وبالتالي تطبق روسيا خطتها في السيطرة على هذه المدن التي ضمتها بالفعل وتعدها أراضي روسية.
وأكد أن روسيا تحاول السيطرة على هذه المدن قبل البدء في خوض أي مفاوضات قد تحدث بين الجانبين؛ لأن ذلك سيعزز الموقف الروسي ويقويه جداً.
وتوقع رشوان سيناريو آخر تسعى إليه روسيا من خلال الضغط في زاباروجيا ودونيتسك لإجبار أوكرانيا على الانسحاب من كورسك كنوع من المقايضة، رغم عدم تكافؤ المساحات الجغرافية، إذ تسيطر أوكرانيا على مساحات صغيرة من كورسك الروسية، بينما تسيطر روسيا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية.
وحول استخدام روسيا لقنابل من الحقبة السوفيتية على مدينة زاباروجيا، قال المحلل السياسي إن ذلك قد يرجع إلى معاناة الروس من نقص في الذخائر على خلفية استنزافها بسبب استخدامها بكثرة.
وأضاف أن هناك الكثير من المبادرات التي طرحت باتجاه التهدئة، خاصة خلال وجود الرئيس الأوكراني زيلينسكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ التقى رئيس وزراء الهند والمستشار الألماني الذي طالب أوكرانيا بضرورة التخلي عن جزء من الأراضي خاصة القرم، في حين طرح البعض مبادرات خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة للتهدئة، وإمكانية أن تكون شبه جزيرة القرم خاضعة لإشراف الأمم المتحدة.
وأشار رشوان إلى حديث الرئيس زيلينسكي عن إمكانية انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، كما أن روسيا يمكنها الضغط هي الأخرى باتجاه انتهاء الحرب، بعد حصولها على العديد من المكاسب.
وأوضح أن خروج روسيا من المعركة بأراض أوكرانية قد تتنازل عنها أوكرانيا يعدّ مكسبا كبيرا بالنسبة للرئيس الروسي، ويدعم موقفه بالرغم من صعوبة حدوث ذلك بالنسبة للرئيس الأوكراني زيلينسكي ومعاناة أوكرانيا من القصف الروسي المستمر؛ لأن ذلك قد يضع الرئيس الأوكراني في مأزق عدم الاستمرار في سدة الحكم حال تخليه عن أراضٍ أوكرانية.
من جانبه، قال الدكتور كريم المظفر، المحلل السياسي والمختص بالشؤون الروسية أيضًا، إن وزارة الدفاع الروسية أو ناطقها الرسمي لم ينفيا أو يؤكدا وقوع هجمات جوية ليلة 23 سبتمبر/ أيلول أدت إلى سلسلة انفجارات في زاباروجيا، ولا حتى القوات الجوية الأوكرانية التي أصدرت تحذيرًا بشأن احتمال استخدام روسيا قنابل جوية من طراز FAB-3000 (أو ما تعرف بالقنابل الانزلاقية) التي يصل وزن القنبلة إلى ثلاثة آلاف كيلوغرام.
وأضاف أن الأنباء جميعها التي تتناولها وسائل الإعلام هي نقلا عن موقع قناة أوكرانية في التلغرام، ولا توجد بيانات رسمية حتى الآن عن عواقب الانفجارات، وتم الاستناد فقط على ما أفاد به سكان محليون على وسائل التواصل الاجتماعي عن انقطاع مؤقت للكهرباء، وسماعهم أصوات انفجارات عالية بشكل غير معتاد.
وقال لـ"إرم نيوز" إنه على الرغم من أن سلطات المدينة التي تسيطر عليها كييف أكدت وقوع هذه الهجمات الصاروخية، فإنها ترفض تقديم أي تفاصيل، باستثناء التصريحات التقليدية حول التدمير المزعوم للأهداف المدنية.
وأضاف المظفر أنه منذ بداية العام وروسيا تستخدم هذا النوع من القنابل التي تم تجهيزها بحسب الخبراء العسكريين في مجمع التحكم والتخطيط UMPC، وهي أجنحة تسمح للذخيرة بالانزلاق، مع تعديل المسار وزيادة مداه.
وزاد: "استهدفت بها العديد من المواقع الأوكرانية المهمة، وحتى في المدن البعيدة، وأحدثت خسائر جسيمة في المواقع التي استهدفتها، وقصف مدينة زاباروجيا يؤكد زيادة اهتمام القيادة الروسية باتجاه المدينة، بعد أن عززت مواقعها العسكرية في في دونيتسك ولوغانسك.
وتابع المظفر: "إذا أكدت روسيا هجوم أول أمس، يُتوقع أنه ستكون في المستقبل القريب هجمات على الجسور ومحطات الطاقة وغيرها من المواقع الإستراتيجية في المدينة؛ مما يشير إلى بدء العمليات الهجومية في هذه المنطقة. وتوقع أن يحدث هذا في عام 2025.