حزب الله: قصفنا برشقات صاروخية كبيرة مدينة صفد
بعد ردّ إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، عبر استهدافها إسرائيل بقرابة 200 صاروخ، بات السؤال الأبرز، الآن، يتعلق بتوقيت الرد الإسرائيلي وكيفيته، لا بالرد نفسه الذي بات محسومًا مع تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن طهران "ستدفع ثمن هجومها".
وفيما تحفل إسرائيل بإنجازاتها الاستخباراتية، وآخرها اغتيال حسن نصر الله، من المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي سريعًا ومحسوبًا، وقد يتم على عدة مراحل، ذلك بأن عوامل مختلفة تحكم توقيته وطبيعته.
ضربات دقيقة
وتسعى إسرائيل، بكل تأكيد، إلى توجيه ضربات دقيقة تُصيب البنية التحتية العسكرية الإيرانية أو وكلاء طهران المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله، فيما يبدو خيار استهداف المنشآت النووية غير محسوم حتى الآن، ويعتمد على نتائج مرحلة تقييم الخسائر والأضرار التي تسبّب بها الرد الإيراني، وفق مراقبين.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن كفاءة سلاح الجو وقواعده لم تتأثر جراء الهجمات الأخيرة، وهو ما يعني أن إسرائيل مستعدة تمامًا لشن هجمات انتقامية.
وتحمل الأخبار التي أفادت بوجود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مكان محصن تحت الأرض في القدس مؤشرًا على مدى خطورة الوضع الأمني الحالي بين إسرائيل وإيران.
دعم سياسي واضح
كما تؤشر على أن إسرائيل تتحسب لتصعيد عسكري محتمل قد يستهدف مراكز حساسة أو قادة رئيسين، فيما جاءت تصريحات بيني غانتس، زعيم معسكر الدولة، لتؤكد دعمًا سياسيًا واضحًا لرد قوي ضد إيران بعد تجاوزها "الخطوط الحمراء" مرة أخرى.
وتقدم هذه التصريحات دلالة أمنية واضحة حول استعداد إسرائيل لتنفيذ ضربات ضد إيران.
وأكد غانتس بشكل حاد: "إمّا نحن أو هم"، ما يؤشر على إجماع داخلي للرد.
وإذا ما قررت إسرائيل القيام بعملية واسعة النطاق تسعى من خلالها لردع إيران، وتعزيز تفوقها العسكري والاستخباري بشكل متصاعد، فإنها قد تنتظر ضوءًا أخضر من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية، خاصة إذا كان ردها قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي كبير، لا يرقى إلى مستوى حرب شاملة.
وبينما ترغب إسرائيل في توجيه رسالة ردع قوية دون الوصول إلى حرب شاملة، فإن هذا يعني أن الرد قد يتم بسرعة ولكنها محسوبة.
ولا يغيب عن الأذهان في هذا الإطار المتعلق بتوقيت الرد، حسابات المشهد الداخلي في إسرائيل، فنتنياهو يسعى إلى تعزيز موقفه السياسي من خلال الرد بسرعة وبشكل حازم.
قد يتمثل الرد الإسرائيلي المقبل، بضربات جوية محددة على مواقع إيرانية في سوريا أو مناطق أخرى تستخدمها إيران لتوجيه الهجمات، وقد يحدث هذا النوع من الرد خلال أيام أو أقل، وفق ما يرى مراقبون.
هجمات سيبرانية
كذلك يبدو سيناريو تنفيذ إسرائيل هجمات سيبرانية حاضرا بقوة، لاستهداف أنظمة التحكم العسكري أو البنية التحتية الإيرانية.
ويتضمن ذلك القدرة على ضرب أهداف في الشرق الأوسط، والتي قد تشمل مواقع مرتبطة بإيران أو ميليشياتها.
وعلى أبعد تقدير، من المرجح أن الرد الإسرائيلي لن يطول أكثر من أسابيع، ولكنه سيتم بشكل محسوب، لضمان تحقيق أهدافه بأقل الكلف الممكنة على إسرائيل.